أدب فتوى الدفاع المقدسة
المقدم حيدر..إبن البصرة الذي اختار الشهادة في مقدمة الصفوف
2017/03/25
أن تخوض المعارك ضد تنظيم داعش الارهابي كمنتسب في القوات الأمنية، فذلك مايتطلبه الواجب العسكري في الدفاع عن الوطن.

لكن أن تصر على الانتقال من العاصمة بغداد الى مدينة الموصل للمشاركة بالقتال في قلب المعارك الضارية هناك، فتلك شجاعة استثنائية يتسم بها من لبسوا القلوب على الدروع.

نعم، إنها باختصار قصة الشهيد الجنوبي ابن مدينة البصرة، المقدم حيدر جاسم محمد رزن البزوني، في قوات الشرطة الاتحادية.
المقدم كان يتقلد منصباً ادارياً في قوات الاتحادية في العاصمة بغداد، وعند احتدام المعارك في الموصل رفض البقاء بالمنصب، وسعى عن طريق زملاءه الضباط للانتقال الى معارك الموصل، ونال مبتغاه وتقلد منصب آمر الفوج الثاني في اللواء 18 ضمن الفرقة الخامسة، وخاض معارك تحرير الساحل الأيسر، ومن ثم معارك الجانب الأيمن، حتى استشهد في تحرير حي باب الطوب في ذلك الساحل، بحسب ماتحدث به شقيقه جعفر جاسم.

ويضيف لبرنامج معركة وطن الذي يبثه راديو المربد أنه، بقي قبل الاستشهاد مرابطاً في المعارك 25 يوماً، وامتنع عن النزول أو اخذ اجازة للذهاب الى البصرة واللقاء بأهله وزوجته وأولاده، وكل طموحه إنصب على تحرير كامل الموصل وعودة النازحين الى مناطقهم.

ويتحسر شقيقه ليس على استشهاده انما على "انشغاله باستقبال جثمانه والمعزين وعدم إقامة مراسم زفاف له كبطل نال الشهادة في ساحات البطولة ضد أعداء البلد".
وعن استشهاده يوضح زميله، الضابط نقيب رعد كريم للمربد، انه كان في مقر عمليات الشرطة الاتحادية (معركة قادمون يانينوى)، وعادة ما يتطوع لإسناد القطعات لشدة شجاعته، مبينا ان تعرضاً حصل على قوات الاتحادية في حي باب الطوب، لذا سارع مع قوة للذهاب هناك لإسنادها وإخلاء الجرحى، وبقي يعالج نيران العدو حتى إصابته رصاصة في صدره وعلى إثرها نال الشهادة.
ويضيف انه كان يوصي المقاتلين بعدم الاندفاع والتحرك دون إسناد للتقليل من الإصابات، لكنه في الوقت ذاته كان الاكثر اندفاعا منهم و يتقدمهم دون أن يهاب الرصاص، مضيفاً انه كان دائماً في الخطوط الأمامية للقتال رغم ان واجبه في مقر العمليات لغرض التخطيط والإسناد.

سائقه الشخصي فوزي مناتي يقول للمربد، ان العديد من العمليات العسكرية خاضها في الموصل ببسالة لاتوصف، وطالما كان يرفض ان يتقدمه المقاتلون في عمليات الدهم ويصل به الامر الى حد الانزعاج، مبينا ان ذلك الامر يزيد من عزيمة المقاتلين وروحيتهم في القضاء على تنظيم داعش، ويستدرك بالقول لقد ودعنا أخاً وقائداً قل نظيره.
والده جاسم محمد رزن البزوني يقول للمربد، إنه قدم قربانا للبلد وطريق الحق باستشهاد ابنه البكر، في الوقت الذي يشارك فيه اثنان من اولاده ايضاً بمعارك الموصل احدهما نوح (28 عاماً) في قطعات الجيش، والأخر اسماعيل (20 عاماً) متطوع في الحشد الشعبي ضمن محور تلعفر، مضيفا انه وبقية اولاده جعفر وعبد الله ومحمد، في أتم الاستعداد للتضحية استجابة لفتوى الجهاد الكفائي تمهيداً لنيل الشهادة.

ويشير الى أن ابنه كان يرفض خوض تفاصيل المعارك مع اهله وزوجته حتى يبعد عنهم القلق والتفكير به.

ويؤكد اهله وأقربائه وأفراد عشيرته بأن الشهيد محل افتخار واعتزاز للعشيرة وأهالي البصرة، وأن رحيله امر لايبعث للحزن أو الانكسار اطلاقاً.
وعن ذلك، يقول ابن عمه النائب حسن خلاطي البزوني، للمربد، ان الشهادة باتت ثقافة افتخار لا انكسار، والكثير من المعزين في مجلس العزاء الشهيد وغيره من المجالس بشكل عام يقدمون التهاني لذوي الشهيد افتخارا بتضحياته للبد، مبينا ان الشهيد عرف منذ صباه بالشجاعة والاندفاع الكبير في ميادين اثبات العزة والشجاعة.
وفي الختام يطالب عمه حاتم محمد رزن، الجهات الحكومة بالوفاء لذوي الشهداء، من خلال التصدي لكل من يريد النيل من تلك الدماء التي تراق من اجل الوطن سواء من القوات الامنية او الحشد الشعبي تحت اي مسمى.
يذكر ان الشهيد المقدم حيدر جاسم محمد رزن البزوني، من مواليد 1974 البصرة، حاصل على شهادة بكالوريوس إدارة واقتصاد، ووالد لخمسة اولاد وبنات، وتم مواراته الثرى في مقبرة وادي السلام في مدينة النجف حيث مثواه الاخير.