أدب فتوى الدفاع المقدسة
السيد السيستاني يؤسس منهج جديد في الحرب ويجعل حماية المدنيين جزء من مهام المعركة
2017/03/28
في لقاءه في برنامج تغطية خاصة على قناة العراقية وبحضور مشرف فرقة العباس القتالية الشيخ ميثم الزيدي، بيّنَ اللواء عبد الكريم خلف ان قوات العراقية قد أسست منهج جديد لم تشهده الحروب الحديثة متمثلا بحماية المدنيين، الامر الذي لم يكن موجودا في مفاهيم الحروب السابقة الشرقية والغربية، بقوله:

"لم يشهد أي جيش في العالم على الاطلاق منذ ان شكلت الحروب الحديثة، اي منذ الحرب العالمية الأولى ولحد الان ان جيشا دخل معركة وجعل من مهمته حماية المدنيين، فالمدني يحمي نفسه بالطريقة التي يراها مناسبة واذا أراد ان يكون جزء من المعركة فهو يتحمل سلامة نفسه واذا أراد الهروب يفسح له مجال للهروب، والمدنيين جزء من قدرات العدو".
وأضاف: "ونحن قد حصل لدينا انقلاب في هذا المفهوم، وضربت مفاهيم القتال في المناطق المبنية في ادبيات الحروب سواء كانت شرقية او غربية، فالان العراق أنتج وضعا جديدا في حرب المدن".
كما أشاد بالدور الوطني الذي بينه سماحة المرجع الأعلى السيد السيستاني بضرورة رفع العلم العراقي في المعارك، بقوله: "وهذه حكمة كبيرة وواضحة ان المعارك تغطى بالهوية الوطنية التي سحقها الاخرون".
والفضل في هذا الانضباط والاهتمام بالمدنيين يعود الى المرجعية الدينية التي قد شددت في مواقف كثيرة على ضرورة حماية المدنيين فمنذ اطلاق الفتوى بالجهاد الكفائي شدد المرجعية على حرمة التعرض للمدنيين بل وجوب اشعارهم الامن وعدم التعرض لهم اطلاقا، وقالت على لسان ممثلها سماحة الشيخ عبد المهدي الكربلائي في خطبة الجمعة بتاريخ 31 / 10 / 2014م:
"نجدد الوصية لكم بالحفاظ على ارواح المواطنين الابرياء وحفظ اموالهم وممتلكاتهم مهما كانت انتماءاتهم المذهبية فانها امانة في اعناقكم، وأشعروهم بالأمن والاطمئنان وانكم تقاتلون من اجل تخليصهم من هذه العصابات.. وحذار حذار ان تُمد يد الى شيء من ممتلكاتهم او تصيب أحداً منهم بسوء، فانه حرام حرام، فاتقوا الله يرحمكم الله".
http://www.sistani.org/arabic/in-news/24984/
ومن الأمثلة على ذلك في معارك تحرير الفلوجة، حيث أكد سماحة السيد السيستاني على لسان ممثلة سماحة السيد احمد الصافي في خطبة الجمعة بتاريخ 27 / 5 / 2016م على ضرورة حماية المدنيين من ان يصابوا بأي أذى، بقوله:
"واعلموا ان انقاذ انسان بريء مما يحيط به من المخاطر اهم واعظم من استهداف العدو والقضاء عليه".
http://www.sistani.org/arabic/in-news/25336/
فلاحظوا كيف ان السيد السيستاني يجعل حماية المدنيين اهم من القضاء على العدو، بل ان السيد السيستاني يريد انقاذهم من "المخاطر" التي تحيط بهم من قبل تنظيم داعش الأرهابي، وعلى القوات الأمنية اتخاذ التدابير الأمنية والخطط العسكرية الكفيلة بإخراج هؤلاء المدنيين سالمين وعدم تعرضهم لأي أذى. وفي خطبة الجمعة بتاريخ 17 / 6 / 2016م تشدد المرجعية الدينية على ضبط النفس للمقاتلين بقولها:
"وعليهم لأداء هذه المهمة على الوجه الصحيح ان يتحلوا بأعلى درجات الانضباط في تصرفاتهم ويراعوا المعايير الانسانية والاسلامية في تعاملهم مع الجميع في مناطق القتال ولاسيما المدنيين من كبار السن والنساء والاطفال بل ومن يسلم نفسه ويترك القتال".
http://www.kitabat.info/subject.php?id=79786
وعندما تحررت الفلوجة تعالت الأصوات بوجود انتهاكات بحق المدنيين، وهذا الامر يتكرر في كل مرة حتى يخفوا حجم الانتصارات والهزيمة التي تلحقهم، ولكن يتم نفي هذا الامر، ونبين بعض هذه الشواهد،
ففي اتصال هاتفي مع رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي أثنى الامين العام للأمم المتحدة بان كي مون: "على اجراءات الحكومة وتصريحات المرجعية والحشد الشعبي بخصوص حماية المدنيين"، مؤكدا على "دعم الامم المتحدة للحكومة العراقية في النواحي العسكرية والانسانية والاقتصادية"
http://www.non14.net/73120/
وقد أكّدَ ممثل الأمين العام للأمم المتحدة "يان كوبيش" ان تحرير الفلوجة تم: "بجهود موحدة في ظل احترام حقوق وكرامة المدنيين، يمهد السبيل للنجاح في تحرير المناطق المتبقية من العراق التي لا تزال تحت سيطرة داعش".
http://www.kitabat.info/subject.php?id=80234
بل ان المتحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية مارك تونير رحب بدعوة المرجعية العليا، حيث قال في ايجاز صحفي: "الولايات المتحدة ترحب بدعوة المرجع الديني في العراق آية الله علي السيستاني للقوات المسلحة بحماية المدنيين وممتلكاتهم أثناء عمليات تحرير الفلوجة
http://iraq.shafaqna.com/AR/38855
وعقب ذلك، نفى السفير الأمريكي في العراق ستيوارت جونز وجود تجاوزات على المدنيين، بقوله : "بشان الاخبار التي تحدثت عن وجود تجاوزات على المدنيين في الفلوجة فاننا لم نستطع التحقق من التقارير التي تتحدث عن وجود خروقات إنسانية".
http://www.kitabat.info/subject.php?id=79321
وفي مجلس الأمن الدولي في نيويورك قال ممثل الأمم المتحدة في العراق يان كوبيش في كلمته بتاريخ 10 / 11 / 2016م: "المرجعية الدينية الشيعية أصدرت بياناً قوياً بهذا الشأن" وهو يقصد حماية المدنيين في المعارك.
http://www.alalam.ir/news/1883675
وفي معركة تحرير الساحل الأيمن أكّدت المرجعية الدينية وعلى لسان سماحة الشيخ عبد المهدي الكربلائي في خطبة الجمعة بتاريخ 24 / 2 / 2017م لمرجعية الدينية على:
1- ضرورة ابعاد الأذى عن المواطنين، بقوله: "نؤكد على المقاتلين بمختلف عناوينهم ان يعملوا ما في وسعهم لإبعاد الاذى عن المواطنين العالقين في هذه المناطق وان يوفروا الحماية لهم بالقدر المستطاع"
2- التعامل الإنساني مع المعتقلين، حيث قال مؤكدا على: "ضرورة التعامل الانساني مع المعتقلين أياً كانوا وتسليمهم الى الجهات الرسمية ذات العلاقة والحيلولة دون ان يقع عليهم ظلم وتعدٍ من اية جهة كانت".
3- حفظ ممتلكات المواطنين بقوله: "ونؤكد أيضاً على اهمية حفظ وحراسة ممتلكات المواطنين في المناطق التي يتم تحريرها وعدم السماح لأي كان بالتجاوز عليها واتلافها او الاستحواذ عليها".
بالرغم من ان المرجعية الدينية العليا تعلم جيدا بالأساليب الدنيئة التي تتخذها داعش لحماية نفسها في المدنيين، حيث بينت – وقبل بيانها لهذه الارشادات- صفات تنظيم داعش الإرهابي فوصفته بانه: "عدواً ظالماً لا يراعي ادنى المعايير الاخلاقية في حربه معهم حيث يتخذ المناطق السكنية مواقع للقتال ويجعل العوائل من الاطفال والنساء وكبار السن دروعاً بشرية لحماية نفسه".
http://www.non14.net/81521/

فبمواقف المرجعية الدينية العليا استطعنا ان نثبت للعالم مبادئنا ومواقفنا التي شكلت انعطافة في كيفية التعامل مع المدنيين بل وحتى الأعداء في الحروب، فينحني العالم اجلالا لمواقف مقاتلينا الابطال، وعلى العكس تماما نسمع اليوم ما يثار حول قصف قوات التحالف الدولي للمدنيين في معركة الموصل، هذه طريقتنا وهذا منهجنا، والله الموفق للجميع
.
.
رابط كلام اللواء عبد الكريم خلف
https://www.youtube.com/watch?v=Jz1FFXN6mdM
رابط اللقاء كاملا
https://www.youtube.com/watch?v=-4fbV0Weq3M

كتابات في الميزان / جعفر الحسيني