أدب فتوى الدفاع المقدسة
الموصل تتحرر وفاطمة تبكي بثوب مغطاة بالدماء : “لاتبكي يا امي”
2017/07/17
على أحد الأرصفة قرب المدينة القديمة، تجمعت نحو 15 امرأة وطفلا، بحثا عن ظل يقيهم قيظ الصيف، فيما يسمع دوي الطلقات النارية والقذائف في الداخل.

خرج هؤلاء بمعية القوات العراقية التي كانت تخوض معارك مع  داعش  في منطقة الميدان داخل الموصل القديمة، قلب المدينة التاريخي، ضد آخر جيوب  المسلحين .

وسط هذا المشهد، تتكئ ام فاطمة بهدوء على أحد الجدران، مرتدية عباءة سوداء وحجابا أزرق اللون. تنهار بشكل مفاجئ على الرصيف متوسلة أقرب جندي أن يصغي إلى محنتها.

فقبل اعلان النصر بساعات قليلة فقدت ابنها البالغ 7 سنوات في القصف، في وقت كانت تستعد مع عائلتها لمغادرة المدينة القديمة بعد أشهر من الاختباء.

تقول وقد طغى الحزن على ملامحها، فيما تحاول ابنتها الكبرى مسح دموعها: “لم أتمكن من القيام بشيء”.

تتوسل إليها ابنتها، البالغة 10 سنوات، واصطبغ ثوبها العنابي بدماء أخيها الصغير، “لا تبكي يا أمي”.

أما نهلة الخمسينية فتجهش بالبكاء وهي تقص تفاصيل الفاجعة التي ألمت بعائلتها على مدى الأشهر الأربعة الماضية.

وتذكرنهلة كيف اضطرت وعائلتها إلى الاختباء “تقريبا من دون طعام أو مياه” في قبو يسيطر عليه  داعش وهم يصلون من أجل النجاة من المعارك الدائرة. خرجوا عندما بدا لهم أن القوات العراقية استعادت السيطرة على شارعهم، حيث رأوا السماء للمرة الأولى منذ أسابيع.

لكن قناصا أطلق النار على شقيق فاطمة أثناء هربهم، ولا معلومات لديها عنه منذ اقتادته سيارة إسعاف من المكان.

إلى جوارها، تبكي امرأة أخرى تدعى لقاء، وقد شخصت عيناها نحو السماء تكرر يائسة اسم شقيقها الذي اضطرت إلى ترك جثته عندما تعرض هو الآخر لطلق ناري من قناص داعشي .

يوزع جنود وعمال إغاثة الحلوى والمياه والعصائر على الأطفال الذين عادة ما يصلون وهم يعانون الجفاف.

وأعلنت الأمم المتحدة قبل يومين أن نحو 915 ألفا فروا من منازلهم منذ انطلاق معركة استعادة الموصل في أكتوبر، بينهم 700 ألف ينتظرون العودة.

كلفة اعادة البناء
وكان مسؤول كبير بالأمم المتحدة ، ذكر في وقت سابق ، إن إصلاح البنية التحتية للموصل سيكلف ما يزيد عن مليار دولار   .