أدب فتوى الدفاع المقدسة
في طوز خورماتو ... امرأة تدخل سجل الزينبيات
2017/10/04
الاعمال ليست بالاقوال بل بالتضحيات والافعال لان امامي نموذج سيدة تركمانية تتميز بمواصفات دخول سجل (الزينبيات ) بجدارة واقتدار بالايمان والصبر نتيجة لتضحياتها الكبيرة في سبيل الدفاع عن الارض والعرض ابان الهجوم الارهابي في حزيران عام 2014وبمختلف الاسلحة المتوسطة والهمرات واحدث القناصات على قريتها الوادعة (بيراوجلي ) التابعة لقضاء طوز في ليلةغادرة سوداء فقدت فيها ابيها وابنها وبعلها وثلاثة من اخوتها الى جانب اربعة عشر من ابناء عمومتها تواجه الالام والتحديات بصبرها الجميل اذ تتحدث بقوة شخصيتها عن مأساتها وتضع النقاط على الحروف :
- لم ابك على اشقائي الثلاثة الذين استشهدوا وهم يذودون عن اعراضنا وحقولنا وبيوتنا ومساجدنا وحسينياتنا ومدارس قريتنا رافضين الاستسلام والانهزام امام الاقزام لانهم في حالة دفاع عن النفس ضد كل معتد أثيم .
- لم ابك على زوجي العليل ، الأعزل ، الخارج توا من عملية (رفع الكلية) وهم يقتادونه امام عيني ليقتلوه بدم بارد ويرمون بجثته في مشروع الماء القريب من القرية ( وهو العامل في مشروع الماء الذي كان يزود القرى المجاورة الحاضنة للارهاب بالماء العذب طوال عشرين سنة ) ليستشهد ساقي العطاشى مغدورا مهموما !
- لم ابك وانا اسير مع موكب الجثامين الطاهرة لاكثر من عشرين شهيدا من أهلي وابناء عمومتي على طول الطريق الممتد بين مستشفى طوز خرماتو نحو مقبرة الشهداء بالزغاريد والهلاهل وكأني اودعهم الى جنات الخلد مع شهداء الطف - لم ابك على احد عشر من اهلي وابناء عمومتي من الذين نزحوا الى كركوك واستشهدوا في احدى حسينياتها بحزام ناسف لان الشيطان لم يشف غليله من قتل الأبرياء بعد .
- ولكني بكيت فقط .. نعم بكيت في لحظة ضعف ... وليعذرني ربي على دموعي التي لم اتمالكها ، ولتسامحني سيدتي (زينب )ع لانني تجاوزت على محنتها ولم ابلغ جزءا يسيرا من صبرها ..نعم اعترف بان دموعي سالت دون ارادتي لحظة أخذوا ولدي الفتى الجميل ذو الستة عشر عاما ، واقتادوه امامي عيني ، حين كبل الأنجاس يديه الى الخلف امام رجاء زوجي طالبا منهم قتله بدلا من فتى أعزل عاد توا من عمله (كعامل بناء ) ولم يبلغ الحلم بعد ! نعم نظرته البريئة أدمت قلبي وهزت حشاشتي عندما التفت نحوي بنظرة طفولية حائرة وكأنه يسألني ما ذنبي وما الجرم الذي ارتكبته بحق هؤلاء لكي يفعلوا بي هكذا يا امي ؟ لم يمهلوه طويلا بل جرجروه كالكلاب المسعورة وتقاذفوه فيما بينهم وهم يتنافسون على البطش به وتمزيق احشائه وكأني امام صور الوحوش الضارية التي تنهش بالغزلان البرية الغضة كما في افلام عالم الحيوان !!
وعندما سمعت اصوات الرصاص تتعالى وترتفع في ذلك الليل الأليل عرفت مصير ولدي كمصير القاسم ع فاستشعرت اننا في اجواء عااشوراء الحسين ع لحظة هجوم عصابات يزيد الارهابية على اسرة ابن بنت رسول الله عليهم السلام .. وزينب تتماسك لصبرها الجميل .. ومن اكون انا امام هذه القامة الانسانية الرائعة ؟
ايتها الزينبية البراوجلية التركمانية المعاصرة (سهيلة كمال كهية) تحية لك وانت سائرة على خطاها ، ترتقين بصحبة عقيلة بني هاشم (زينب بنت الحسين )عليهما السلام الى اعالي المجد والكرامة نحو قمم الانسانية .. السلام على الحسين وعلى اصحاب الحسين .. السلام عليك وعلى ابيك وبعلك وابنك واخوتك الثلاثة وعلى ابناء عمومتك الذين استشهدوا دفاعا عن ديار ابائهم وعن تربة اجدادهم ..
صور من الخبر