أدب فتوى الدفاع المقدسة
قصة شهيد: خبير القنص يفاجيء أسرته بأعظم أسراره وهو بنعشه
2018/02/14

كان خبير قنص القناصين، وأمضى سنوات وهو يقاتل في صفوف الحشد الشعبي ، وحين وصل نعشه باب البيت وقفت أمه وزوجته وجيرانه حيرى يتساءلون بذهول: من يكون هذا الشهيد!؟ فلم يكن أحد يعلم بجهاده وملاحم بطولاته سوى أبيه الذي كتم سره العظيم..

صلاح مهدي الموسوي، مواليد 1981، تخرج من كلية اللغات، وما زال قلبه تدميه الذكريات، فنظام صدام اعتقل أباه أمام عينيه وهو لم يزل فتياً، ثم تبعه بإعدام اثنين من أعمامه، ليؤجج في نفسه روح مقاومة الظلم...

صلاح كان يصطنع الذرائع لغيابه بحجة العمل، إلى أن باح بسره لأبيه فتكفل الأب صنع الأعذار والتغطية لغيابه.. وروى لنا أن "صلاح" تلقى عدة دورات تدريبية في لبنان على القنص، وتدرج حتى أصبح مسؤول ركن القنص، وأصبحت فصائل الحشد الشعبي تستعين به لتدريب القناصين، وكذلك ترسل بطلبه في الهجومات لقنص القناصين.

لم تكن أمه ولا زوجته تعلمان أن "صلاح" كان في صفوف المجاهدين، وحين يعتزم الالتحاق بالجبهة كان يترك أطفاله عند أبيه (ولدين وبنت أكبرهم 7 سنوات) لأنه يتوقع في كل مرة أن يستشهد، وفي المرة الأخيرة ترك زوجته في شهر حملها الأخير بطفل رابع، وأوصى أباه بأن يسمي المولود "الحسن"، لكن "الحسن" ولد يتيماً بعد أسبوع من استشهاد أبوه في بيجي يوم 12 حزيران 2015م.

"صلاح"- صياد القناصين- لم يكن أحد قادر على مواجهته، ويروي عنه زملائه قصص بطولات أسطورية في زمن الاحتلال الامريكي وزمن الاحتلال الجديد (داعش) تكاد تكون ضرباً من الخيال، غير أنه توغل في ارض المعركة، ورفض الانسحاب، وظل يقاتل حتى نفذت ذخيرته، فحملت له الملائكة رصاصة الشهادة وساماً طالما تمناه.. ويقولون أنه كان صاحب ابتسامة لا تفارق وجهه .