أدب فتوى الدفاع المقدسة
ام الشهداء سكينة ابوالقيس كهية مثال للمرأة العراقية الصابرة
2018/08/15
لم تمض ايام قليلة على سقوط ثاني اكبر المدن العراقية مدينة الموصل على ايدي ثلة مارقة عن الدين تسمي نفسها 'بالدولة الاسلامية ' حتى انتشر هذا الكيان الخبيث في الجسد العراقي فاصبحت تتهاوى مدن وبلدات بكاملها خلال ايام بل ساعات قليلة احيانا ومع ذلك فهناك بلدة في جنوب قضاء طوزخورماتو وشمال ناحية امرلي قالت كلا لداعش كلا للتطرف انها بلدة "براوجلي" التركمانية حيث رفضت هذه البلدة الانصياع للدولة المزعومة وأبت الا ان تكون وفية للأرض الطيبة ولم تسمح بدخول هذا الكيان الخبيث اليها.  إذ بعد خمسة ايام من سيطرة تنظيم داعش على مدينة الموصل تمكن التنظيم الاجرامي من بسط سيطرته على اجزاء واسعة من العراق من ضمنها ناحيتي ينكجة وسليمان بيك وقراهما وقرى امرلي الا ان اهل براوجلي رفضوا الخنوع والخضوع لهذا التنظيم الوحشي فجرت معركة غير متكافئة لما كان يمتلكه داعش من اسلحة متطورة شملت الدبابات والمدرعات والهمرات والاسلحة الثقيلة التي استولوا عليها من معسكرات الجيش العراقي والشرطة واستمرت المعركة التي بدأت من ظهر يوم 17 حزيران 2014 استمرت الى بعد منتصف الليل واستشهد خلالها 21 شخصا من ابناء براوجلي وقتل عدد كبير من المهاجمين الدواعش وبعد نفاذ الذخيرة والعتاد لاهالي براوجلي المدنيين انسحبوا مع عوائلهم الى طوزخورماتو وكركوك. 
سكينة ابوالقيس كهية المرأة العراقية الاصيلة كانت ضمن تلك العوائل وهي امرأة شجاعة وصابرة تعلمت ذلك خلال حياتها فوالدها الامير ابوالقيس كهية حاتم قبيلة البيات  والرجل المصلح والكريم الشجاع وصاحب الحنكة والحكمة وزوج سكينة هو "جواد عبدالواحد كهية "الذي كان مضرب للمثل في الطيبة .بعد نزوحها من قريتها استقرت في مدينة كركوك في حسينية الامام الحسن المجتبى ع بحي تسعين في كركوك ولم تمض ايام الا واصابهم فاجعة ومصيبة كبرى حيث انفجرت سيارة مفخخة يقودها انتحاري امام الحسينية وادت الى استشهاد 13 شخصا كلهم من عائلة واحدة وكان بينهم زوجة سكينة ابوالقيس كهية وولديها "محمد وعباس" اللذان كانا في داخل الحسينية  تقول سكينة كهية وبينما كنا جالسين في داخل الحسينية بعد الغذاء وفي تمام الساعة الثانية ظهرا يوم 7 آب 2014 سمعت انفجارا عنيفا هز الحسينية ورأيت عشرات الاشخاص الذين كانوا في داخل الحسينية يهربون إلى الخارج من هول الانفجار وبعد دقائق عدنا الى داخل الحسينية لنبحث عن ذوينا تقول سكينة تلك المرأة المجاهدة انها رأت زوجها وهو في انفاسه الاخيرة ثم رأت ابنها الاكبر محمد و هو جريح فهرولت اليها وفي الأثناء وخلال هذه المصيبة الكبرى رأت ولدها الصغير عباس وهو داخل الانقاض وقد كسر رجله واستشهد وعاد الى ولده محمد ورأه قد استشهد كما كان زوجها جواد عبدالواحد كهية مستشهدا وخلال هذه المجزرة الكبيرة التي ضربت كركوك وأدت الى استشهاد 13 شخصا كلهم من عائلة واحدة عائلة الشهيد عبدالواحد رضا كهية "ذو الثمانين عاما "تقول سكينة كهية ماذا كان ذنبنا حتى يحصل لنا ما حصل إلا لاننا نحب الامام الحسين ع ونحن نسير على نهج النبي محمد(ص) واله الاطهار وبعد يومين من وقوع الحادثة الاليمة ارتحلت سكينة ام الشهداء مع عائلتها الى كربلاء الامام الحسين ع .تقول سكينة انها في كل ما حدث كانت مقتدية بالسيدة الصابرة زينب الكبرى (ع) وصبرت على هذه المصيبة لإن ما جرى في كربلاء الطف على السيدة زينب ع كانت افضع واعظم.....

سكينة ابوالقيس كهية امرأة عراقية  اعطت دروسا في الصبر والعزيمة والاصرار في سبيل الدفاع عن القيم والمبادئ الانسانية الحية......