شهداء فتوى الدفاع المقدسة
الشهيد السعيد علي شناوة
2019/02/15
مكان وتاريخ الولادة : كربلاء 1961
التحصيل الدراسي : ..
الحالة الاجتماعية : متزوج
تاريخ وقاطع الاستشهاد : الثرثار 27-1-2016
...يقتطع جزءً من يومه لتفقد و رعاية أحفاده و ليُكمل ما تبقى من نهاره و في الصحن الحسيني... يأوي الى ملاذ الروح و يستنشق عبير الجنّة و يعيش على صوت عاشوراء و صورتها بكل وجدانه،، فيدخل صوت أذان صلاة الجمعة من المنارتين الشريفتين لمرقد سيد الشهداء الى أعماق نفسه التواقة الى الإلتحاق بركب كربلاء..
يرفع يده الى السماء مخاطباً ربّه بدمعة استسقاء لنيل شربة كأسٍ لا ظمأ بعدها و لا ألم ، فتفتح أبواب السماء و يُستجاب الدعاء تحت القبة العلياء..
ما إن ينهي مراسمه في أوطان التعبد الخالصة للربّ حتى يعود و يقف في موكب خدمة زوار أبي الأحرار ليطعم الطعام على حبه و يسقي الماء بيده و لا ينتهي يومه الا بعد أن يتم عمله في الموكب و يتبرك بدعاء السائرين في طريق العاشقين لكعبة الثوار .
رنّ هاتفه فأجاب على المتصل بحرارة ثم نهض واقفاً و قد انتفخت اوداجه و علا زفيره ففزع كل من سمع صوته.. 
لم يجرؤ أحد على إستعلام الخبر غير الحاجّة فأجابها و هو يجهّز نفسه :
_ لقد شن العدو هجوماً على الساتر و استشهد ثمانية من المجاهدين .
_الى أين؟؟ بقي ستة أيام على انتهاء اجازتك!
_ لن أنام هذه الليلة إلّا و قد استرجعنا الساتر و لن أصلي في داري حتى أرسل الى جهنم كل من اعتدى .
وصل الى أرض الثرثار...
و هناك استطاع أن يفي بوعده فلم يحن موعد انسحاب الشمس إلا و قد كسر شوكة العدو و قتل من تطاول و اعتدى ليقف و يصلي صلاة الخاشعين على رمل الساتر .
و بعد خمسة عشر يوماً..
في منتصف الليل إنهمرت القذائف كالمطر فتمسك المجاهدون و التصقوا بمواقعهم و بقيت عيونهم تُحدق على المسافات و قلوبهم تنبض بالغيرة و في نفس الوقت كانت أصابعهم لا تفارق قبضات بنادقهم .
أخذ القصف يتركز على الساتر لعدة ساعات حتى تجاوز الليل ساعاته و بدأ يفتح للصبح طريقاً .
مرت لحظات عصيبة ارتفع فيها إحتمال الموت الى الذروة و أُلقيت أطنان من المتفجرات حتى استنار الافق بشمس لهيب النار..
كان المخطط أن يأخذوا وضع الالتصاق بالارض..

_ عليّ!! إخفض رأسك!! إنحنِ!!!
و يأبى عليّ أن يخفض رأسه أو يحني قامته فهو لم يفعلها..
إلا إنه انحنى راكعاً بعدما توضأ بدمه يُقبِّل الارض التي سجد عليها و لتشهد له في يوم لا ينفع لا مال و لا بنون إلّا من أتىٰ الله بقلبٍ سليم .