تهجير المسيحيين من مناطق سكناهم من قبل داعش، الدور الوطني للعشائر العراقية
أستمع للخطبة
شاهد الخطبة
نص الخطبة
هذا ما جاء في خطبة الجمعة التي القاها الشيخ عبد المهدي الكربلائي (دام عزه) في الصحن الحسيني الشريف في يوم ٢٦ شهر رمضان ١٤٣٥هـ الموافق ٢٠١٤/٧/٢٥م.
١. تتعاظم جرائم الإرهابيين في المناطق التي استولوا عليها في محافظة نينوى وغيرها، وكان من آخرها استهداف المواطنين المسيحيين بإجبارهم على ترك مساكنهم ومصادرة جميع ممتلكاتهم حتى أخذوا من النساء مصوغاتهن الذهبية وهنّ بصدد الخروج من مدينة الموصل، وهذا يذكرنا بما ورد في التاريخ من أنّ الإمام أمير المؤمنين علي بن أبي طالب أبلغ بأنّ بعض مَنْ يدعون الإسلام اعتدوا على امرأة غير مسلمة وأرادوا انتزاع حليها، فانزعج الإمام أشدّ الانزعاج وقال كلمته المشهورة: الو أن امراً مسلما مات من بعد هذا أسفاً ما كان به ملوماً بل كان به عندي جديراً» هذا هو حقيقة الإسلام لا ما يدعيه ويمارسه المتطرفون التكفيريون، إننا في الوقت الذي ندين الأعمال اللا إنسانية واللا إسلامية لهذه العصابات التي تدعي الإسلام وتشوه صورة الدين الحنيف، نطالب المجتمع الدولي بمساعدة الحكومة العراقية في مكافحة ظاهرة الإرهاب مساعدة حقيقية ومجدية.
٢. إن للعشائر العراقية دوراً وطنياً كبيراً خلال السنوات السابقة في الدفاع عن العراق وشعبه ووحدة أراضيه والحفاظ على وحدة النسيج الاجتماعي وتعزيز قيم المحبة والتآلف والتماسك الاجتماعي بعيداً عن روح العداء والكراهية والتناحر والانقسام، وبما أن العراق مهدد في الوقت الحاضر ليس فقط بالتقسيم والتجزئة بل بتفتيت نسيجه الاجتماعي على أساس طائفي وديني وقومي، فإنّ هذه المسؤولية تتأكد أكثر من ذي قبل، وذلك يتطلب دوراً أكبر للعشائر في لم الصف الوطني للشعب العراقي ونهوض زعماء العشائر كافة خصوصاً من الطائفتين الكريمتين السنية والشيعية، لتفويت الفرصة على الأعداء في إحداث شرخ في الوحدة الوطنية للشعب العراقي والعمل باتجاه الحفاظ على التماسك الاجتماعي ونبذ العنف والتقاتل، وذلك بتحديد مزيد من اللقاءات بين العشائر والتواصل فيما بينها، خصوصاً بين زعمائها وأهل الحكمة والرأي فيها، للوصول الى تعزيز الترابط والتعايش الاجتماعي السلمي والوقوف كصف واحد بوجه أعداء العراق من الإرهابيين الغرباء.
3. إننا نؤكد على الجهات المعنية من دوائر الدولة والمنظمات الدولية والمحلية للاهتمام أكثر بمسألة العناية الطبية للنازحين، حيث خلّفت رحلة النزوح لديهم خصوصاً مع هذه الظروف الصعبة من شدة الحر وعدم توفر العناية الطبية الى إصابة الكثير من الأطفال وكبار السن بحالات مرضية أدت الى وفاة الكثير منهم، ونطالب أن تأخذ الأمم المتحدة دورها الذي يُناسب الأهداف التي أنشأت من أجلها منظماتها الإنسانية، ونعني بذلك الاعتناء والإسراع بإغاثة النازحين خصوصاً الرعاية الصحية للأطفال والحوامل وكبار السن، كما ندعو الجهات الحكومية والمنظمات الدولية ومنظمات المجتمع المدني المعنية بالجرائم ضد الإنسانية الى توثيق الاعتداءات والانتهاكات والجرائم التي ترتكبها عناصر الإرهابيين الغرباء ضدّ المواطنين في مختلف المحافظات وتهديم دور العبادة والمراقد الدينية وغير ذلك مما يوضح الطبيعة الإجرامية والمنافية للدين والأعراف الإنسانية لهؤلاء المعتدين.
٤. إن من الضروري تكثيف الجهود وتعزيز القوات المسلحة للإسراع باتخاذ الإجراءات الكفيلة بفك الحصار عن المناطق المحاصرة كناحية آمرلي التي يستغيث أهلها المحاصرون منذ عدة أسابيع من هجمات الإرهابيين، إذ من الممكن أن تتعرّض نساؤها وأطفالها الى مجازر واعتداءات على الأعراض وموجة نزوح كبيرة، وندعو القوات المسلحة لدعم العشائر التي تقاتل الإرهابيين في المناطق التي تشهد هجمات مستمرة عليها، كما نطالب بتنظيم الجهد لاستثمار اندفاع المتطوعين بالاتجاه الصحيح الذي يحفظ الزخم المعنوي لهؤلاء المتطوعين في مساندة القوات المسلّحة، والتعامل معهم بما يليق بموقفهم البطولي هذا وتوفير التدريب المطلوب لهم والحذر من زجهم في المعارك من دون تهيئتهم بالشكل اللازم، لئلا يقدّموا تضحيات من دون تحقيق ثمرة من ذلك.