مباركة الانتصارات العراقية جهود القوات الامنية، العناية بالنازحين
أستمع للخطبة
شاهد الخطبة
نص الخطبة
هذا ماجاء في خطبة الجمعة التي القاها الشيخ عبد المهدي الكربلائي (دام عزه) في الصحن الحسيني الشريف في يوم ۲۸ جمادى الأولى ١٤٣٦هـ الموافق ٢٠١٥/٣/٢٠م.
في المدة الأخيرة تحققت انتصارات مهمة للقوات المسلحة والشرطة الاتحادية ومن يساندهم من المتطوعين والعشائر العراقية الأصيلة في محافظتي صلاح الدين والأنبار، ونحن إذ نقدر عالياً جهود جميع من ساهموا فيها ونترحم على شهدائهم الأبطال وندعو لجرحاهم بالشفاء والعافية، نأمل أن تتواصل هذه الانتصارات في الأيام القادمة بمشاركة أكبر وأوسع من أبناء هاتين المحافظتين، فإنهم الأكثر تضرراً من سيطرة الإرهابيين على مناطقهم فيجدر أن تكون لهم المساهمة الأكبر في تحرير هذه المناطق، والملاحظ أن بعض الجهات تحاول إضعاف معنويات المقاتلين في الجبهات وزرع القلق والتوجس في نفوسهم، والتشكيك في صحة إجراءاتهم وخططهم وإعطاء صورة غير واقعية ومبالغ فيها عن قدرات أعدائهم، والمأمول من هؤلاء الأبطال عدم الاعتناء بهذه المحاولات والتوكل على الله عزّ وجلّ في جميع خطواتهم مع توخي قياداتهم المزيد من المهنية والتخطيط العسكري الصحيح في التقدم، لتحرير ما تبقى من المناطق من سيطرة عصابات داعش الإجرامية، قال الله تعالى: ﴿الَّذِينَ قَالَ لهُمُ النَّاسُ إِنَّ النَّاسَ قَدْ جَمَعُوا لَكُمْ فَاخْشَوْهُمْ فَزَادَهُمْ إِيمَاناً وَقَالُوا حَسْبُنَا اللَّهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ هِ فَانقَلَبُوا بِنِعْمَةٍ مِّنَ الله وَفَضْلٍ لَّمْ يَمْسَسْهُمْ سُوءٌ وَاتَّبَعُوا رِضْوَانَ الله وَالله ذُو فَضْلٍ عَظِيمٍ) ونكرر هنا ما أوصينا به من قبل من أنه ينبغي أن تتوحد جميع الأطراف المشاركة في مقاتلة الإرهابيين تحت راية العراق ولا ترفع راياتها الخاصة بها، لئلا يتسبب ذلك في إثارة بعض الهواجس والمخاوف، كما ننبه على تأكيد سماحة المرجع الديني الأعلى السيد السيستاني ] بأنه لا يرضى أبداً برفع صوره في جبهات القتال والأماكن المحررة، فعلى جميع محبيه رعاية ذلك.
الأمر الثاني: إن الأوضاع الصعبة التي تمر بها البلاد وما تشهده جبهات القتال مع الإرهابيين من تضحيات مقاتلينا الأبطال من أبناء القوات المسلحة والمتطوّعين تقتضي تلاحم الصفوف وتوحيد الكلمة وتوجيه كل الإمكانات لهذه المعركة المصيرية، بالاضافة الى رعاية النازحين وذوي الشهداء وعوائل المقاتلين في الجهات، ولكن تصل بين الحين والآخر أخبار مؤسفة عن وقوع تناحر وقتال بين بعض العشائر في بعض مناطق العراق تذهب ضحيته العشرات من القتلى والجرحى، وهو أمر يبعث على الألم والأسى ويدل على عدم شعور المتورّطين بذلك بالمسؤولية الوطنية والشرعية، واسترخاصهم دماء المواطنين الأبرياء لأسباب تافهة وغير مقبولة، إن على مؤسسات الدولة المعنية التدخل الحازم لإيقاف هذه المصادمات وتقديم المتسبين فيها الى العدالة، ونهيب أيضاً بأصحاب الحكمة والعقل من الوجوه الدينية والاجتماعية في تلك المناطق بذل كل ما في وسعهم لإيقاف هذه المصادمات العبثية.