استنكار المرجعية تقسيم البلاد، مراعاة اوضاع النازحين، رسالة مهمة الأبناء القوات الامنية
أستمع للخطبة
شاهد الخطبة
نص الخطبة
هذا ما جاء في خطبة الجمعة التي القاها الشيخ عبد المهدي الكربلائي (دام عزه) في الصحن الحسيني الشريف في يوم ۲۸ شعبان ١٤٣٥ هـ الموافق٢٠١٤/٦/٢٧م
١. في ظل الأوضاع الراهنة التي يمر بها بلدنا الحبيب العراق وشعبه، فإنه يجب الحذر من المخططات المبيتة لتفتيت العراق وتفكيكه وتقسيمه، ونسمع اليوم أنّ رئيس الكيان الإسرائيلي يُجاهر بتأييده، لذلك إنّ الأزمة الراهنة وإن كانت كبيرة ولكنّ الشعب العراقي أكبر منها، فقد تجاوز أزمات كثيرة في تاريخه الطويل ولا ينبغي أن يفكر البعض بالتقسيم حلا للأزمة الراهنة بل الحل الذي يحفظ وحدة العراق وحقوق جميع مكوناته وفق الدستور موجود، ويمكن التوافق عليه إذا خلصت النوايا من جميع الأطراف، أيها الإخوة والأخوات فليكن لدينا وعي أن المسألة ليست في أبعادها البعيدة فقط تنظيم إرهابي يدخل العراق ويهدد العراق، نعم هذا . خطط لها أن يتمدد ويتوسع هذا التنظيم الإرهابي في أراضي العراق، ولكن هناك مخططاً يُرسم للعراق منذ مدة ويجري تنفيذه الآن، المخطط الذي يهدف الى تفكيك هذا البلد وتقسيمه لذلك يجب أن يكون لدينا الحذر والوعي ونفوت الفرصة على أعداء العراق للوصول الى هدفهم هذا.
٢. في ظل الأوضاع المزرية والصعبة جداً التي يعيشها النازحون من مختلف مناطق القتال، فإننا تدعو المنظمات الدولية والمحلية المعنية بالإغاثة إلى الإسراع بإغاثة هذه العوائل التي يزداد عددها يوماً بعد يوم، والتي تعيش محنة إنسانية صعبة وقاسية، كما ندعو جميع المواطنين الى الوقوف مع هذه العوائل الموقف الإنساني الذي يتناسب مع حجم المأساة التي تعيشها هذه العوائل، وذلك بإغاثتهم بكل ما يمكن وتوفير المأوى والطعام والاحتياجات الأخرى، أيها الإخوة والأخوات إن النجاح في هذه المعركة معركة الحق ضد الباطل معركة العراق وشعب العراق ضد أعداء هذا البلد وشعبه، يتطلب موقفاً من الجميع فمن يستطع القتال ينخرط في القوات الأمنية، ومن يستطع إغاثة هؤلاء الناس فعليه أن يغيث هؤلاء الناس بكل ما يمكنه، ومن يستطع أن يسخّر قلمه للدفاع عن الحق فعليه أن يسخر قلمه، والإعلامي بكل طاقاته عليه أن يسخّر هذه الطاقات لنصرة الحق، والطبيب. وهكذا، وكلّ إنسان يتمكن أن يساهم بما لديه من الإمكانات في الدفاع عن العراق وشعبه ووحدته ومقدساته فعليه
أن يساهم بما لديه من هذه الإمكانات.
٣. ندعو جميع أفراد القوات المسلحة وجميع المواطنين الى التنبه والحذر من الإشاعات المغرضة التي يبتها الأعداء، فإن الإشاعة من الأسلحة الفتاكة التي يستخدمها الأعداء لإضعاف معنويات أفراد القوات المسلحة وكذلك إضعاف معنويات المواطنين، وينبغي علينا جميعاً أن نكون أقوياء بعزمنا وإرادتنا ووعينا وهمتنا العالية، وبأبنائنا من أفراد القوات المسلحة والمتطوعين الغيارى على وطنهم وشعبهم وأعراضهم ومقدساتهم، والذين أظهروا في الأسبوعين الماضيين من العزم والحماس ما جعل الجميع يقفون مبهوتين ومبهورين أمام عظمة هذا الشعب، وكذلك نأمل من الوسائل الإعلامية أن تتصدى لتكذيب الإشاعات الخطيرة، والتي يسعى من خلالها الأعداء إلى تحطيم معنويات القوات المسلحة والمواطنين عموماً، خصوصاً تلك الأخبار الكاذبة التي تصدر من الوسائل الإعلامية ذات الأهداف المشبوهة.
4. نتوجه بالشكر والثناء لجميع المواطنين الذين قاموا بالتبرع والمساهمة في تقديم المواد الغذائية للقوات المسلحة والمتطوعين والنازحين، ونحث الجميع كل من يتمكن، ربما البعض لا يستطيع أن ينخرط في صفوف القوات الأمنية ولكن لديه من المال ولديه من الإمكانات ما يستطيع أن يقدم شيئاً من ذلك، دعماً لأبنائنا في القوات المسلحة وللمتطوعين الغيارى، فعليه أن يساهم في ذلك، فإن النجاح في هذه المعركة يعتمد على عدة مقومات لذلك ندعو ونحت الجميع على المزيد من العطاء في هذا السبيل، قال الله تعالى: (الَّذِينَ آمَنُوا وَهَاجَرُوا وَجَاهَدُوا فِي سَبِيلِ اللَّهُ بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنْفُسِهِمْ أَعْظَمُ دَرَجَةً عِنْدَ اللهِ وَأُولَئِكَ هُمُ الْفَائِزُونَ) صدق الله العلي العظيم، كما نقرأ فقرة من دعاء أهل الثغور للإمام السجاد والذي نوصي بالإكثار من قراءته، وكذلك نوصي المؤمنين بالإكثار من الدعاء في كل الأوقات عسى الله أن يُفرّج عن هذا الشعب المظلوم (اللَّهُمَّ وَأَيُّهَا مُسْلِمٍ خَلَفَ غَازِيَا أَوْ مُرَابِطَاً فِي دَارِهِ أَوْ تَعَهْدَ خَالِفِيْهِ فِي غَيْبَتِهِ، أَوْ أَعَانَهُ بِطَائِفَةٍ مِنْ مَالِهِ، أَوْ أَمَدَّهُ بِعِتاد، أَوْ شَحَذَهُ عَلَى جِهَادِ، أَوْ أَتْبَعَهُ فِي وَجْهِهِ دَعْوَةٌ، أَوْ رَعَى لَهُ مِنْ وَرَآئِهِ حُرْمَةً، فَأَجْرِ لَهُ مِثْلَ آخِرِهِ، وَزَنَا بِوَزْن، وَمِثَلاً بِمِثْلِ، وَعَوَّضَهُ مِنْ فِعْلِهِ عِوَضاً حَاضِراً، يَتَعَجَّلُ بِهِ نَفْعَ مَا قَدَّمَ، وَسُرُورَ مَا أَتَى بِهِ، إِلَى أَنْ يَنتَهِيَ بِهِ الْوَقْتُ إِلَى مَا أَجْرَيْتَ لَهُ مِنْ فَضْلِكَ، وَأَعْدَدْتَ لَهُ مِنْ كَرَامَتِك ......