الاخبار
قصص الأربعين.. هدف عظيم يدفع عائلة صالح لنيل شرف الخدمة
2024/08/13
على جانبي طريق مسير زائري أربعينية الإمام الحسين (عليه السلام) مشاهد إنسانية تحكي قصص الحب والوفاء لقضية سيد الشهداء (عليه السلام)، فالكل منهمك في تقديم كل ما يملك للسائرين صوب كربلاء المقدسة، رجال وشيوخ وأطفال ونساء ينتظرون طوال عام ليشمّروا عن سواعدهم لنيل شرف الخدمة في مثل هذه الأيام من كل عام.

تحت سقف صغير من القصب لا يوفر الحماية الكافية من أشعة الشمس اللاهبة على جانب الطريق في محافظة البصرة، يحرص السيد مطر صالح مع عائلته على خدمة زائري الإمام الحسين (عليه السلام)، وعلى وجوه أولاده الصغار ترتسم فرحة لا يمكن وصفها تحكي فصلًا آخر من فصول الكرم الحسيني العراقي في هذه الزيارة.
هدف عظيم وراء خدمة زائري الأربعين..
الهدف المشترك الذي جمع ملايين الزائرين من كل حدب وصوب، من الشيب والشباب والأطفال والنساء للسير على الأقدام لمسافات طويلة تبعد أيامًا عن مدينة كربلاء المقدسة، حيث مرقد الإمام الحسين وأخيه أبي الفضل العباس (عليهما السلام)، هو ذاته الذي يدفع عائلة صالح لتحدي كل شيء في سبيل تقديم الخدمة، فالسير في طريق الحسين (عليه السلام) وخدمة زائريه، شرف لا يدركه إلّا من سار في الطريق أو خدم من يسلكونه.

يتجسد سر هذه الزيارة المليونية، في عظمة قضية الإمام الحسين (عليه السلام)، وأبعادها الدينية والإنسانية، ورسالتها المتجددة في كل عام لرفض الظلم وطغيان الحكام، لتكون منارًا للأحرار في بقاع العالم شتى، يستلهمون من فصولها التضحية والفداء والإيثار
عطاء رغم المعاناة..
بالرغم من حالته المادية الضعيفة التي تعيق جهوده في إنشاء موكب كبير، فإنّه لم يقف مكتوف الأيدي عن خدمة الزائرين، قائلا: إنّ "حالتي المادية لا تسمح بإنشاء موكب كبير لأقوم عبره بخدمة الزائرين المتجهين إلى أرض كربلاء المقدسة لإحياء زيارة الأربعين المباركة".

ويضيف، أنّ "أقصى ما استطيع أن أقدمه للزائرين هو العصير البارد، وأتمنى أن يتقبل الإمام الحسين (عليه السلام) هذه الخدمة مني ومن عائلتي".
على الرغم من معاناة عائلة صالح وحالتها المادية، فإنّها شمّرت عن سواعدها وبادرت إلى تقديم ما تستطيع من خدمة، وحصدت حب كل من مرّ في الطريق وتعاطفه، إذ يقع موكبها الصغير المتواضع، لتكون مثالًا للخدمة الحسينية الخالصة والمملوءة بحب الإمام الحسين (عليه السلام)، وصورة حية للذين يسعون إلى خدمة أهل بيت النبوة (عليهم السلام).

وتسعى هذه العائلة المحبة لأهل البيت (عليهم السلام) إلى تقديم خدماتها للزائرين المتّجهين صوب كربلاء المقدسة، ويحدوها الأمل في أن يتحول موكبها الصغير إلى موكب كبير لخدمة أكبر عدد ممكن من زائري الإمام الحسين وأخيه أبي الفضل العباس (عليهما السلام).

قصص لا تُعد ولا تحصى تجسد عظمة الخدمة..
على طول الطريق من نقطة انطلاق رحلة السائرين من محافظة البصرة في أقصى جنوب العراق إلى محافظة كربلاء المقدسة (أكثر من 600كم)، تتعدد الحكايات والقصص التي تشبه حكاية عائلة صالح في خدمة الزائرين، وتجتمع في تجسيد حكاية الكرم وعظمة الخدمة للزائرين السائرين صوب قبلة الأحرار.
يتساوى الفقير والغني والكبير والصغير، في تقديم الخدمة وتُفتح أبواب المنازل والمساجد والحسينيات والمواكب لتقديم الخدمات للزائرين، وتجسد كل مدينة قيمها وعاداتها وتراثها فيما تبذله من خدمات للزائرين.

أكثر من 20 يومًا من الخدمة في سبيل الإمام الحسين (عليه السلام)، يشترك العراقيون بطوائفهم وأديانهم وقومياتهم المختلفة في خدمة الزائرين، وتتجسد في زيارة الأربعين لوحة وطنية تجسد قيم المواطنة، وتجمّع إنساني وعالمي يتجاوز الطابع الديني، ويشكّل حدثًا اجتماعيًّا وإنسانيًّا غير مسبوق في العالم، لما تجمعه الزيارة من دلالات على المستويات كافة.
صور من الخبر