في مثل هذا اليوم.. أبناء الجنوب العراقي يجددون الجهاد ضد الاحتلال البريطاني بدعم المرجعية الدينية
2025/01/13
في 13 كانون الثاني 1917، تصاعدت حدة المواجهة بين أبناء الجنوب العراقي وقوات الاحتلال البريطاني، في مرحلة حرجة من تاريخ البلاد، اذ جاءت هذه المقاومة في ظل تمسك العراقيين بدينهم وهويتهم الوطنية، واستجابتهم لنداءات المرجعية الدينية التي مثلت صوت الحق الناطق والدرع الحامي في مواجهة قوى الاستعمار.
لعب مظهر باشا دورًا محوريًا في تحفيز العشائر الجنوبية على الجهاد ضد الاحتلال، حيث طلب من الشيخ عبد الحسين آل مطرح من عشائر خفاجة وآل أزيرج أن يقود تحركًا لمواجهة الاعتداءات البريطانية على القطعات العثمانية في منطقة الحي. كان هذا التحرك انعكاسًا لتنسيق متواصل بين القيادات المحلية والعثمانيين لضمان استمرار المقاومة.
في تلك الفترة، كانت البعثة الدينية في الشطرة تؤدي دورًا بارزًا في تعبئة الناس، ولم يقتصر تأثيرها على منطقة الغراف، بل امتد إلى أطراف الناصرية. قام العثمانيون في أوائل كانون الثاني 1917 بإرسال عشرة صناديق من الذخائر إلى الشيخ دخيل آل بشارة من عشائر بني خيكان، كما أُرسلت رسائل إلى بدر آل رميض وميرزا عناية الله وعموم رؤساء عشائر المجرة لتحفيزهم على المشاركة في الجهاد.
هذا الدعم والتنسيق بين القيادات الدينية والعشائرية والعثمانيين يعكس عمق الالتزام الوطني والديني في مواجهة قوى الاحتلال، ويؤكد أن أبناء الجنوب ظلوا رمزًا للصمود في مواجهة التحديات. لقد خطّت تلك الأحداث صفحات مضيئة في تاريخ العراق، حيث جسدت شجاعة العراقيين وتكاتفهم من أجل الدفاع عن الأرض والعقيدة في وجه الاستعمار.