في 13 شباط/فبراير 1916، سطر أبناء الجنوب العراقي، وخصوصًا عشائر المنتفق، ملحمة بطولية ضد قوات الاحتلال البريطاني، حيث اندلعت معركة ضارية بين المجاهدين بقيادة الشيخ خيون آل عبيد وقوات العدو المتمركزة في منطقة البطنجة، قرب الناصرية.
شهدت المواجهة اشتباكات عنيفة بالسلاح الأبيض استمرت طيلة النهار، أبدت خلالها العشائر بسالة وشجاعة فائقة، مما أجبر البريطانيين على الانسحاب والاحتماء داخل أسوار الناصرية، متخلين عن خنادقهم ومعسكراتهم على الطريق. وأسفرت المعركة عن مقتل عدد كبير من الجنود البريطانيين وأسر العديد منهم، فيما قدمت العشائر تضحيات جسيمة، خاصة من عشائر خفاجة وآل ازيرج.
ووفقًا للبلاغ الرسمي الصادر عن دائرة الحرب العثمانية، فإن المجاهدين تمكنوا من قتل نحو 500 جندي بريطاني، والاستيلاء على كميات كبيرة من الأسلحة والذخائر والخيول. وأشاد البيان بشجاعة عشائر آل ازيرج، خفاجة، حجام، وآل حِسَن، معتبرًا أن هذه الانتفاضة الوطنية والدينية جديرة بالتعظيم والتقدير.
كانت هذه المعركة واحدة من المحطات المشرقة في مسيرة الجهاد ضد الاستعمار، حيث أكدت العشائر العراقية إصرارها على الدفاع عن أرضها وحريتها، وسجلت مواقف بطولية ستظل خالدة في الذاكرة الوطنية.