وثّقت عدسة الكاميرا لحظة نادرة من قلب إحدى معارك التحرير ضد فلول داعش الإرهابي، حيث يظهر مقاتلون من قوات الحشد الشعبي وهم يطلقون صاروخًا مضادًا للدروع من مركبة مدرعة في بيئة صحراوية قاسية، وسط تصاعد ألسنة اللهب والدخان الكثيف في خلفية المشهد.
تعكس الصورة حجم الاشتباك وضراوة المواجهة التي خاضها أبطال الحشد الشعبي في ميادين القتال، إذ جُسّد فيها التلاحم بين الإرادة والواجب، في مواجهة عدوّ غادر حاول النيل من أمن العراق وسيادته. وتُظهر اللقطة بوضوح لحظة انطلاق الصاروخ، مع اندفاع اللهب وتفجّر الغبار من خلف المركبة، في مشهد يحبس الأنفاس ويعكس كثافة النيران وتكتيكات المواجهة الميدانية.
المقاتلون الذين يظهرون في الصورة، بكامل عدّتهم القتالية وتركيزهم العالي، يجسّدون إصرار قوات الحشد الشعبي على المضي قدمًا في استعادة الأراضي المغتصبة، وتطهيرها من فلول الإرهاب، ضمن سلسلة عمليات بطولية أسهمت في تغيير موازين القوى على الأرض.
هذه الصورة، التي تمثل لحظة من آلاف اللحظات التي عاشها المقاتلون، ليست مجرد لقطة حرب؛ بل شهادة موثّقة على بسالة رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه، ووقفوا على خطوط النار للدفاع عن الأرض والعِرض، في ملحمة وطنية خُطّت بالتضحيات والدماء الزكية.
تأتي هذه اللقطة ضمن أرشيف الحرب على داعش، لتبقى شاهدًا على مرحلة مفصلية من تاريخ العراق المعاصر، ومصدر إلهام للأجيال القادمة في فهم معنى الفداء، والوطنية، والوفاء للعقيدة والأرض.