في مثل هذا اليوم، سجّلت القوات العراقية صفحة مشرقة في سجل الانتصارات الوطنية، بتحرير ناحية سليمان بيك الواقعة بين قضاء الطوز وآمرلي شمال محافظة صلاح الدين، وذلك بعد معارك شرسة ضد عصابات تنظيم داعش الإرهابي.
الناحية التي عانت منذ سنوات من هجمات الجماعات المسلحة، كانت قد شهدت في 25 نيسان 2013 اعتداءً كبيراً، حينما سيطرت عناصر مسلحة تنتمي إلى ما يُعرف بـ"جيش النقشبندية" – الجناح العسكري لفلول حزب البعث المنحل – على مركز شرطة سليمان بيك، ونفذت عمليات إرهابية ضد المدنيين، ما أدى إلى حالة من الذعر والنزوح، وسط مناشدات الأهالي للقوات الأمنية للتدخل العاجل وإنقاذهم.
استمرت هذه الاعتداءات حتى اجتياح تنظيم داعش للمنطقة بعد سقوط الموصل منتصف عام 2014، حيث تعرضت سليمان بيك لهجوم دموي أدى إلى نزوح جماعي للسكان نحو كركوك والمناطق المجاورة، في وقت كانت فيه المدينة تشكل عقدة إستراتيجية لخط الإمداد بين مناطق التنظيم، خاصة أنها تقع على الطريق الرابط بين الطوز وآمرلي المحاصرة حينها.
لكن الإرادة الوطنية لم تخضع. ففي صباح يوم الأحد 31 آب 2014، شنت القوات العراقية هجوماً واسع النطاق لتحرير الناحية، بمشاركة الجيش والشرطة الاتحادية وأبطال الحشد الشعبي، وبإسناد من طيران القوة الجوية العراقية. وتم تنفيذ خطة محكمة للهجوم من ثلاثة محاور، أدت إلى اندلاع اشتباكات عنيفة مع فلول التنظيم الإرهابي.
وقد تمكنت القوات المهاجمة في اليوم الأول من المعركة من قتل أكثر من 15 عنصراً من داعش، فيما نفذت الطائرات العراقية ضربات دقيقة استهدفت الأرتال والشاحنات التابعة للتنظيم، وأعلنت في ذات اليوم عن تحرير ثلاث مناطق داخل الناحية.
وفي صباح اليوم التالي، الاثنين 1 أيلول 2014، أعلنت القوات الأمنية والحشد الشعبي السيطرة الكاملة على ناحية سليمان بيك، مؤذنة بانتهاء مرحلة من الإرهاب الدموي في المنطقة، واستكمال خطة فك الحصار المضروب على بلدة آمرلي الصامدة، التي كانت تخضع لحصار قاسٍ فرضته عناصر التنظيم الإرهابي.
لقد شكل تحرير سليمان بيك انعطافة نوعية في مجرى العمليات العسكرية ضد داعش، وأكد مرة أخرى أن الإرادة العراقية قادرة على اجتثاث الإرهاب مهما تمادى، وأن مدن العراق لن تبقى أسيرة لعصابات الظلام، بفضل تضحيات أبنائه الغيارى من الجيش والشرطة والحشد الشعبي.