من ذاكرة الانتصارات: ملحمة محمد رسول الله.. الحشد الشعبي يسحق أوكار داعش في الحضر
2025/04/25
في مثل هذا اليوم، الخامس والعشرين من نيسان عام 2017، سطّر أبطال الحشد الشعبي بدمائهم الزكية حروف النصر في ملحمة خالدة حملت اسم "محمد رسول الله"، انطلقت لتحرير قضاء الحضر والمناطق المحيطة به جنوب مدينة الموصل من براثن تنظيم داعش الإرهابي.
وبتخطيط محكم وبسالة ميدانية نادرة، تقدمت تشكيلات الحشد الشعبي من عدة محاور، متوغلة في عمق مناطق نفوذ العدو، وسط معارك شرسة انتهت بسقوط واحدة من أهم معاقل الإرهاب في نينوى. لم تكن المعركة تقليدية؛ بل جسدت عقيدة القتال من أجل الوطن والإنسان، حيث تحررت في غضون أيام قليلة عشرات القرى، وعاد الأمان إلى أراضٍ طالما عانت من وحشية التنظيم الإرهابي.
قضاء الحضر، ذو الإرث التاريخي الممتد إلى آلاف السنين، تنفس الحرية من جديد على يد أبناء العراق الغيارى، الذين أبوا إلا أن يحموا حضارة بلادهم ويصونوها من التدمير والاندثار. لقد مثّلت هذه العملية واحدة من أبرز المحطات العسكرية في سجل الانتصارات، ليس فقط لتحريرها رقعة جغرافية كبيرة، بل لما حملته من رسائل استراتيجية أثبتت قدرة الحشد الشعبي على تنفيذ عمليات نوعية خاطفة بمهنية عالية وتكتيك دقيق.
تُعد عملية "محمد رسول الله" نموذجًا في الأداء الميداني والانضباط العسكري، وواحدة من الملاحم التي ينبغي أن تُوثّق في ذاكرة الأجيال، لما فيها من دروس في التضحية، والإرادة، والإخلاص للعراق.