الاخبار
في الذكرى السابعة لرحيله.. العراق يحيي سيرة القائد المجاهد الشيخ كريم الخاقاني "همام الفتوى"
2025/05/05
تمرّ علينا في مثل هذا اليوم، الخامس من أيار/مايو، الذكرى السنوية السابعة لرحيل القائد المجاهد الشيخ كريم عبد الحسين إبراهيم سعيد خضير الخاقاني، المعروف بلقب "همام الفتوى"، آمر اللواء الثاني في هيئة الحشد الشعبي، ومؤسس فرقة الإمام علي (عليه السلام) القتالية، الذي وافته المنية عام 2018 في بيروت إثر نوبة قلبية، خلال رحلة علاجية تلت إصابته في إحدى المعارك ضد تنظيم داعش الإرهابي.

ولد الشيخ الخاقاني عام 1974 في محافظة النجف الأشرف، ونشأ في بيئة دينية ووطنية جعلت منه مثالًا نادرًا في الالتزام والإخلاص. لم يكن طريقه سهلاً، فقد قضى عامًا ونصفًا في سجون النظام البعثي المباد، بسبب إصراره على أداء زيارة الإمام الحسين (عليه السلام) وإحياء الشعائر، ليكون من أوائل الشباب الذين واجهوا القمع دفاعًا عن المبادئ والمقدسات.
واصل بعد خروجه من السجن دراسته الدينية في الحوزة العلمية بالنجف الأشرف، حتى بلغ مرحلة البحث الخارج، متتلمذًا على يد عدد من العلماء والفضلاء، ليتحول فيما بعد إلى واحد من الرموز البارزة الذين جمعوا بين العلم والجهاد، فكان عند انطلاق فتوى الدفاع الكفائي في حزيران 2014 من أوائل الملبّين والمستجيبين.

القائد الميداني المؤسس
عُرف الشيخ الخاقاني بقوة الشخصية وحنكته العسكرية وروحه الإيمانية العالية، فبعد سقوط الموصل وتشكيل غرفة عمليات في العتبة العلوية المطهّرة، أُوكلت إليه المسؤولية العسكرية، حيث أسس فرقة الإمام علي القتالية بجميع صنوفها وتشكيلاتها، وقادها بنفسه في مختلف جبهات القتال. حمل على عاتقه مهمة الدفاع عن العراق في أحلك الظروف، فكان لا يغادر ساحة المعركة إلا منتصرًا أو مثخنًا بالجراح.

تنوّعت ميادين بطولاته بين جنوب العراق وشماله، وبين المدن والبوادي، وشارك في معارك مصيرية أسهمت في تحرير مدن وقرى كانت ترزح تحت ظلم الإرهاب، أبرزها:

معركة آمرلي

معركة جرف النصر

معركة بلد

معركة البو عجيل وتكريت

معركة النباعي والكسارات

معركة بيجي

معركة الصقلاوية

معركة الفلوجة

معركة الخالدية

معركة قضاء الحضر

معركة القيروان والبعاج

معركة الحدود السورية

معركة بادوش

معركة تلعفر

عمليات أيسر الشرقاط

عمليات الحويجة

عمليات القائم

فرض القانون في كركوك

شهادة الروح المؤمنة
رغم الإصابات التي نالت منه في ميادين الشرف، لم يتراجع الشيخ كريم الخاقاني عن مواصلة الطريق، إلى أن استشهد في الثامن عشر من شعبان 1439 هـ، الموافق للخامس من أيار/مايو 2018، إثر نوبة قلبية باغتته في العاصمة اللبنانية بيروت، أثناء تلقيه العلاج من آثار إصابة تعرض لها سابقًا.
رحيل "همام الفتوى" لم يكن فقدانًا لشخص، بل غيابًا لقامة وطنية واجهت التحديات بروح الإيمان، وقدّمت نموذجًا خالصًا في الطاعة للمرجعية، والوفاء للعقيدة، والولاء للوطن.

إرث خالد
ترك الشيخ كريم الخاقاني إرثًا مخلّدًا في ذاكرة المجاهدين، وذكرى طيبة تملأ صدور من عرفوه عن قرب، فقد كان حاضرًا في الميدان والموقف، لا يعرف الراحة، ولا يعترف بالخوف، وظلّ حتى لحظاته الأخيرة وفيًا لعهده مع الله ومع العراق.

وفي كل عام، يتجدد الحديث عن بطولاته، ليبقى اسمه نبراسًا للأجيال المقبلة، تقتدي به في حب الوطن والتضحية لأجله.

رحم الله الشيخ كريم الخاقاني، وأسكنه فسيح جناته، وجزاه عن العراق وشعبه خير الجزاء.
صور من الخبر