الاخبار
في الذكرى العاشرة لاستشهاد الشيخ العبادي.. عالمٌ مجاهد وقائدٌ متواضع
2025/05/17


في ذكرى العاشرة، السابع من أيار عام 2015، ترجّل فارسٌ من فرسان العقيدة والوطن، الشيخ سالم جاسم العبادي، ابن الحوزة العلمية في النجف الأشرف، ونجل البصرة الفيحاء، بعد مسيرةٍ حافلة بالعطاء والجهاد، ليرتقي شهيدًا في قاطع عمليات جبال حمرين، مدافعًا عن الأرض والعقيدة والمقدسات، ضمن صفوف اللواء السابع في الحشد الشعبي.
ولد الشهيد في محافظة البصرة عام 1973، ونشأ في كنف العلم والدين، ليُعرف لاحقًا كمبلّغ ديني ومُرشِد روحي بين المقاتلين في ساحات المعركة، غير أن دوره لم يقتصر على التوجيه، بل كان قائدًا ميدانيًا مقدامًا، لا يعرف التراجع، يتقدّم الصفوف، ويشدّ من أزر المجاهدين، مؤمنًا أن الجهاد الحقيقي هو في الفعل قبل القول.
تميّز الشيخ العبادي بأخلاقٍ فريدة وتواضعٍ نادر، حتى صار يُشبه بالإمام الحسن المجتبى (عليه السلام) لما حمله من كرمٍ وسخاءٍ وتسامح، فقد كان محبًا للناس، قريبًا من القلوب، دائم النصح والدعاء، لا تفوته فرصة إلا وأوصى من حوله بالتمسك بدين الله ونهج محمد وآل محمد، وكان يردّد دومًا:
"الحياة مؤقتة، فلا يسعَ أحدكم لها، بل أوصيكم بدين الله، فإن معارك اليوم دفاعٌ عن الدين والأرض والمذهب."
كان يرى في التواضع جوهر الإيمان، ويؤمن أن من يسير على درب آل البيت (عليهم السلام) ينبغي أن يكون رحيمًا بالضعيف، شديدًا على من يتظاهر بالقوة والجبروت، داعيًا إلى الحذر من التوجهات المُضلّلة التي تروج لها بعض وسائل الإعلام، مؤكّدًا على أهمية الوعي والبصيرة في زمن الفتن.
لم يكن الشهيد عاشقًا للدنيا، بل عاشقًا للقاء ربه، وقد ودّع الحياة وهو مبتسمٌ راضٍ، ثابت العقيدة، محفورًا في ذاكرة المجاهدين بكلماته النورانية، ومواقفه الثابتة، حتى غدا اسمه عَلَمًا بين رفاقه، يُستذكرونه في كل ميدان، ويستلهمون من وصاياه روح الإيمان والصبر والثبات.
وبعد مرور عشر سنوات على استشهاده، ما زالت ذكراه حيّة، وصورته ماثلة في عقول من عرفوه، وعباراته تُرددها الألسن في مواقع الرباط، كيف لا، وقد كان مثالًا نادرًا للعالم المجاهد، والداعية المخلص، والقائد المتواضع.
رحم الله الشيخ المجاهد سالم جاسم العبادي، وأعلى مقامه مع النبيين والصديقين والشهداء والصالحين، وحشره مع من أحبّ وسار على نهجهم.
صور من الخبر