الاخبار
في ذكراه الثامنة.. الشهيد المصور ماهر الشغانبي، بطلٌ وثّق المجد وسقط شامخًا
2025/05/18
في مثل هذا اليوم من عام 2017، ترجّل فارس العدسة، وبطل الميدان، الشهيد المصور الحربي ماهر عبد الحسين عطية الشغانبي، بعد أن وثّق بعدسته آخر مشاهد البطولة في قاطع عمليات نينوى – ناحية القيروان، ليكون شاهداً على التاريخ، وصانعاً لأحد أنصع صفحاته.
ثماني سنوات مرت على رحيل ابن البصرة البار، من مواليد عام 1989، والذي انضم إلى صفوف اللواء الأول في الحشد الشعبي كمصور حربي، حاملًا كاميراه كما يحمل المقاتل سلاحه، لا ليوثق الموت، بل ليؤرّخ ملحمة الحياة التي صنعها المجاهدون دفاعًا عن الأرض والمقدسات.
في يوم 18 أيار/مايو 2017، ارتقى الشهيد ماهر وهو يؤدي واجبه المهني والجهادي على السواء، أثناء تغطيته لعمليات تحرير ناحية القيروان من براثن داعش الإرهابي.
لم يتوانَ لحظة عن الاقتراب من الخطوط الأمامية، مؤمناً بأن الصورة الحقيقية لا تُلتقط من خلف الزجاج، بل من قلب النار، حيث يولد المجد وتُسكب التضحية.
لقد خلّد التاريخ اسمه ضمن قافلة الأبطال الذين لم تقتصر تضحياتهم على حمل السلاح، بل أضافوا إلى جبهات القتال روحًا توثيقية ستبقى شاهدة على صمود شعبٍ أبى أن يُهزم. كانت عدسة الشهيد الشغانبي مرآة للبطولة، وصوته صدىً لكل من نذر نفسه للدفاع عن العراق ومقدساته.
وفي ذكراه الثامنة، يتجدد الوفاء لهذا البطل الذي اختار أن يكون في الصفوف الأولى، فكتب بدمه ما عجزت الكلمات عن وصفه، وترك إرثًا بصريًا وإنسانيًا خالدًا في ذاكرة الأمة.
إن تضحياته ستبقى نبراسًا لكل من يحمل الكاميرا سلاحًا، ويجعل من الصورة رسالة حق وصدق.

الرحمة والخلود لروح الشهيد ماهر الشغانبي، ولجميع شهداء العراق الأبرار الذين صدقوا ما عاهدوا الله عليه.
صور من الخبر