من ذاكرة.. موقع فتوى الدفاع الكفائي يستذكر الشهيد المغيّب أحمد المالكي
2025/05/23
عام 2016، خَطّت فرقة العباس (عليه السلام) القتالية واحدة من أنصع صفحات البطولة، حين ودّعت أحد أبنائها البررة، المجاهد أحمد هادي جابر المالكي، الذي اغتالته يد الإرهاب مع ثلة من رفاقه أثناء تنفيذهم مهمة استطلاعية على أطراف قاطع عمليات البشير، في مواجهة مباشرة مع فلول تنظيم داعش الإرهابي.
الشهيد أحمد، المولود في محافظة البصرة عام 1981، كان مهندسًا خريجًا من كلية الهندسة – قسم الحاسبات، ويعمل في شركة نفط الجنوب، إلا أن نداء المرجعية الدينية العليا كان أقوى من كل نداء، فلبّى النداء وانضم إلى صفوف المدافعين عن العراق ومقدساته في فرقة العباس القتالية، حيث أدى دورًا فاعلًا ضمن فريق الجهد الاستطلاعي، محققًا إنجازات نوعية في تتبع تحركات العدو وتأمين محاور التقدّم.
لم يكن الشهيد المالكي مقاتلاً فحسب، بل كان أخًا وناصحًا ومعلمًا، سَخَّر علمه في خدمة المجاهدين، فكان يسعى لتعليمهم أساسيات الهندسة الميدانية بما يسهم في الحفاظ على أرواحهم، كما لم يتوانَ يومًا عن دعمهم ماديًا، مقدمًا لهم من ماله الخاص دون أن ينتظر جزاءً أو شكورًا.
عرفه رفاقه بدماثة أخلاقه وطيب قلبه، صاحب ابتسامة لا تُنسى وروح مرحة تزرع الأمل في لحظات الشدة، وكان محبوبًا من الجميع دون استثناء.
في العاشر من نيسان 2016، وأثناء تأديته لمهمة استطلاعية حساسة في منطقة البشير، وقع المجاهد أحمد مع مجموعة من إخوانه في كمين غادر لعناصر داعش، حيث تم أسرهم ومن ثم إعدامهم ميدانيًا، وقد تم العثور لاحقًا على جثامين رفاقه، بينما بقي هو مغيبًا حتى اليوم، ليُلقب في فرقة العباس القتالية بـ"الشهيد المغيّب".
لقد بقي أثره في نفوس رفاقه المجاهدين، وخلّد اسمه في سجل الشرف إلى جانب المضحين الذين كتبوا بدمهم ملامح النصر، وما زال الجميع يتطلعون إلى لحظة الكشف عن مصيره لتكتمل قصة الوفاء.
رحم الله الشهيد أحمد هادي المالكي، وأسكنه فسيح جناته، وألهم أهله ورفاق دربه الصبر والسلوان.
الفاتحة لروحه الطاهرة.