الاخبار
عندما خطب الناجي وقاتل العيساوي وصوّر الكناني.. وُلد النصر من دمهم
2025/07/21
عندما يُسأل الدم: من صنع نصر العراق؟.. بيجي تُجيب بثلاثة أرواح قدّمت العيد قربانًا للوطن

في العشرين من تموز عام 2015، وعلى تراب مدينة بيجي الملتهبة، خطّت الدماء الزكية سطرًا جديدًا في تاريخ نصر العراق، إذ اجتمعت أرواح ثلاثة رجال آمنوا أن درب الإمام الحسين (عليه السلام) لا يُسلك إلا بالعطاء.

السيد محمد الناجي، شابٌ نشأ على دموع العزاء في مدينة قم، فصار صوته يرتّل القرآن في مدارس العراق، ثم اعتلى منابر البصرة خطيبًا، مدافعًا عن مظلومية أهل البيت (عليهم السلام) ومحاربًا بالكلمة حتى آخر نفس، مؤمنًا بأن حبّ الحسين لا يُهزم.

الشيخ حسن العيساوي، العالم الرسالي الذي جعل من داره في كربلاء مأوىً لزوار أبي عبد الله، وحمل إيمانه إلى معارك سامراء، فكان مرشدًا ومقاتلًا، لا تغريه الراحة ولا يردعه الخوف، حتى صار قنديلاً في درب المجاهدين، يضيء لهم دروب القتال في ظلام بيجي.

المصور مصطفى الكناني، الذي آثر جبهة بيجي على بهجة العيد، قائلاً: "عيدُنا حيث يُرفع سلاح الحق"، فكان شاهدًا بعدسته على لحظات الخلود، قبل أن يصنع بصورته الأخيرة شهادةً خالدة تنطقُ بالبطولة والولاء.

في يوم العيد، ارتقوا معًا، متوحدين في الهدف والمصير، ليقولوا للعالم إن النصر الذي صنعته سواعد العراقيين لم يكن إلا ثمرةً لدماءٍ طاهرة، روت أرض العراق الطاهرة.

فهل يُمكن أن يُنزَع السلاح، وإرثُ الشهداء لمّا يجفّ دمه بعد؟ وهل يُمكن أن ننسى أن ما تحقق على أرض بيجي، لم يكن إلا بفضل رجالٍ آمنوا، فصدقوا، فصنعوا النصر؟
صور من الخبر