من ذاكرة الجهاد والفداء، نستذكر اليوم 31 آب 2014، الرحيل البطولي للقائد المجاهد السيد نوفل إبراهيم الموسوي (أبو شرار)، ابن محافظة البصرة (1969)، الذي عُرف بالصلابة والإخلاص على مدى مسيرة جهادية امتدت لأكثر من ربع قرن.

بدأ مشواره منذ الانتفاضة الشعبانية المباركة، وبعد سقوط النظام، واصل مقاومته ضد قوات الاحتلال الأمريكي، ثم كان من الأوائل الذين شدّوا الرحال إلى سوريا مدافعاً عن مرقد السيدة زينب (عليها السلام) وهو يردد شعار: «لن تُسبى عمتي زينب مرتين».

وحين أصدرت المرجعية الدينية العليا فتوى الدفاع الكفائي، لبّى النداء فوراً، وقاد معارك شرسة في ديالى محرراً ناحية العظيم وقراها. لكن قلبه كان مع الحصار الظالم على آمرلي، ليكون أحد أبرز قادة معركة فك الحصار التي سُمي بعدها بـ "أسد آمرلي".

في يوم استشهاده، قاد محوراً صعباً في معركة سليمان بيك، ورغم إصاباته رفض الانسحاب، متقدماً أمام المقاتلين بصدر مكشوف ليحفّزهم على الاندفاع. وهناك ارتقت روحه الطاهرة برصاصة قنّاص غادرة، لتخلّد بطولة عزّت بها أرض العراق، وتبقى سيرته مدرسة في التضحية والشجاعة.


_______________________________________________________________

المصدر موسوعة فتوى الدفاع، الجزء 57، ص12