من الذاكرة.. شهيد الحوزة العلمية "إن أسرع الطرق إلى الله الشهادة"
2025/09/24
(إِنَّهُمْ فِتْيَةٌ آمَنُوا بِرَبِّهِمْ وَزِدْنَاهُمْ هُدًى)
ولد الشهيد القائد الشيخ لقمان عبد النبي جوهر البدران عام (1973م) في محافظة البصرة – قضاء المدينة – متزوج وله ثلاث أولاد وبنت، وقد أرتدى لباس العلماء عام (2005م) في مكتب المرجع الأعلى السيد علي السيستاني (دام ظله) وكان معروف بخلقه العالي وتواضعه للجميع خصوصاً السادة أبناء رسول الله فكان ينحني إجلالاً واحتراماً لهم؛ لأنه وحسب تعبيره (أولاد الزهراء عليها السلام).
وكان رحمه الله من أساتذة الحوزة العلمية وله مشاركات واسعة في التبليغ والإرشاد وهو من المؤسسين لموكب الإمام موسى الكاظم في البصرة، كما خاض غمار التأليف والكتابة خصوصاً في مجال العقيدة.
بعد صدور فتوى الدفاع الكفائي من قبل المرجعية العليا انضم الشيخ لقمان إلى لجنة الإرشاد والتعبئة للدفاع عن عراق المقدسات وأصبح مسؤولاً عن تفويج الطلبة وبعد مدة من الزمن أصبح مقاتلاً فضلاً عن كونه مبلغاً فشارك في أغلب المعارك التي انتصر بها الحشد الشعبي وكان يردد دائماً "لقد انعم الله علينا في هذا الزمن بوجود المرجعية المتمثلة بالسيد السيستاني، وهي تعتبر خيمة للعراق ومن يستشهد في ركاب المرجعية فكأنما يستشهد في ركاب الامام الحسين (عليه السلام)".
كانت الشهادة في سبيل الله هي الشغل الشاغل للشيخ لقمان البدران، علماً انه كان من الطلبة المتفوقين في الدراسة الحوزوية وقد طلب منه البعض الاهتمام بالدراسة فهو ممن يرجى ان يكون له شان في الحوزة العلمية فكاني يرد ويقول "إن أسرع الطرق إلى الله الشهادة".
استطاع أحد القناصين الإرهابيين الدواعش ان يصيبه في صدره المبارك في منطقة الصقلاوية وقد حاول اسعافه سائقه المجاهد الشهيد البطل حسين الولياني لكن القناص استطاع ان يستهدفه برأسه فرفع شهيداً قبل الشيخ لقمان، ثم أسعف الشيخ وتم نقله إلى مستشفى الكاظمية واستشهد فيها بعد يومين من الإصابة بتاريخ (25 / 3 / 2016م) بعد ان شارك في معارك بلد وسامراء والبو شجل والصقلاوية.
أوصى الشهيد رضوان الله عليه ان يغسل في كربلاء وان يقرأ له مجلس عزاء على السيدة الزهراء (عليها السلام) في الصحن الحسيني، وقد شاء الله ان تم تشييعه تشيعاً كبيراً في النجف الاشرف وقد حضيت عائلته الكريمة بزيارة لمرجعنا الأعلى السيد علي الحسيني السيستاني (دام ظله) وسمعت العائلة كلمات الثناء من المرجع الأعلى مما هون عليهم الم المصاب ولوعة الفراق حتى انه (دام ظله) قام من مكانه وقال "ان الشهيد الشيخ لقمان هو من نطفة طاهرة وهو فخر لعائلته ولمنطقته وللبصرة".
رحم الله الشهيد السعيد الشيخ لقمان عبد النبي جوهر البدران فقد كان عزاً للعراق وفخراً للبصرة الفيحاء.
المصدر موسوعة فتوى الدفاع الكفائي الجزء 15 ص 15