من ذاكرة الصحف.. "الحشد قادم .. أين تفرّون" عبارات هزت فلول داعش في نينوى
2025/10/06
(مجلة أهل الثغور، العدد 44، 13 شوال 1436هـ \ 30-7-2015)
اليوم نستذكر في موقع فتوى الدفاع الكفائي ما نشرته مجلة أهل الثغورفي عددها (44) الصادر بتاريخ 13 شوال 1436هـ الموافق لـ 30 تموز 2015، اذ رصدت واحدة من الظواهر المميزة التي عكست روح المقاومة الشعبية بوجه الإرهاب الداعشي في محافظة نينوى.
ففي تلك الأيام، سادت حالة من الذعر والارتباك داخل صفوف فلول داعش نتيجة انتشار كتابات ليلية على جدران الموصل وعدد من مدن المحافظة، حملت عبارات قوية مثل: "اقترب القصاص يا دواعش" و"الحشد قادم.. أين تفرّون؟"، هذه الكلمات البسيطة كانت كفيلة بهزّ معنويات المجاميع الإرهابية وزرع الرعب في نفوس عناصره.
المجلة نقلت حينها عن مصدر أمني أن داعش كان عاجزاً عن السيطرة على هذه الظاهرة، إذ أن ناشطين مجهولين ومجاهدين فتوى الدفاع كانوا يدونون الشعارات تحت جنح الظلام، فيما تسارع مفارز داعش في النهار إلى محوها بالأصباغ، مهددين كل من يُضبط وهو يكتبها بأشد العقوبات، وواصفين إياه بالخائن والمرتد.
ولم تقف تداعيات المشهد عند حدود الحرب النفسية، بل ترافق ذلك مع تفاقم الانقسامات داخل قيادات داعش، إثر قرار نقل آليات ومقاتلين من نينوى إلى الأنبار، ما ولّد اعتراضات واسعة بين عناصره المحليين، وسط أجواء مشحونة ومرشحة للتصعيد.
كما عانى الأهالي في تلك الفترة من ظروف إنسانية صعبة، منها انتشار الأمراض الجلدية بين الأطفال بسبب نقص الدواء، الأمر الذي دفع كثيراً من العائلات إلى المخاطرة بالهرب ليلاً عبر منافذ وعرة نحو مناطق مجاهدين فتوى الدفاع والقوات الأمنية، وهو ما واجهه التنظيم بنصب أبراج إنارة (بلاجكتورات) للحد من تسلل المدنيين.
إنها صفحات من الذاكرة تعكس كيف قاوم بعض أهل نينوى المحتل الداعشي بأساليب بسيطة لكنها بالغة الأثر، لتؤكد أن داعش لم يكن مقبولاً بين السكان، وأن جذوة الفتوى المباركة كانت تلهب الأمل بالتحرير القريب.
_______________________________________________________
المصدر: مجلة أهل الثغور — العتبة العباسية المقدسة - ، العدد 44 (30 – 7 - 2015).