من بين منطقة الدغارة وبيوتها الريفية البسيطة خرج سالم عبيد الجبوري ابن أسرة مؤمنة بمنهج أهل البيت عليهم السلام عُرفت بين الناس بالكرم والشجاعة والمروءة والإخلاص نشأ سالم في أجواء ريفية متواضعة أنهى دراسته في مدارس الناحية ثم انغمس في عمل الفلاحة يحفر الأرض بيديه ويزرع الأمل في حقولها لم تكسر قسوة العيش صلابته ولم تُثن ضغوط الحياة الاقتصادية عزيمته بل زادته إيماناً بالله وثقة بقدرته وتسليماً لقضائه كان قلبه معلّقاً بالعقيدة وعقيدته أقوى من كل مغريات الدنيا

حين صدحت فتوى المرجعية كان سالم من أوائل الملبّين فانخرط في صفوف إحدى تشكيلات الحشد حاملاً روحه على كفّه شارك في معارك حزام بغداد ومكيشيفة وبلد وسيد غريب لم يعرف التردد طريقاً إلى قلبه كان يواجه عناصر( د ش ) ببسالة نادرة ويوقع فيهم الخسائر فيما كان هو يفخر بوجوده بين إخوانه المجاهدين

انتقل بعدها إلى قاطع الصقلاوية وهناك وفي لحظة مواجهة عنيفة كان سالم يتنقّل بين تشكيلات الحشد المرابطة بجوارهم يقدّم الدعم والإسناد لهم وفجأة سقطت قذيفة هاون قربه فأصابت جسده وأطلقت روحه الطاهرة نحو السماء لترتقي شهيداً خالداً وتُسجَّل في سجل الأبطال الذين ضحّوا بدمائهم دفاعاً عن الوطن والمقدسات

وهكذا طوى الشهيد سالم الجبوري صفحة دنياه وهو ثابت على عهده تاركاً لأهله وأبنائه ووطنه إرثاً من الفخر والكرامة وسيرة تتناقلها الأجيال بكل اعتزاز مضى شهيداً لكن صوته لا يزال يتردّد بين الحقول التي حرثها وفي السواتر التي رابط عندها، وفي قلوب رفاقه الذين واصلوا الدرب من بعده لقد رحل سالم جسداً لكنه باقٍ ما بقيت دماء الشهداء تنبت حريةً، وتصون كرامةً وتضيء درب المضحّين.

الاسم : الشهيد سالم عبيد غشان الجبوري

الولادة : 1968 الديوانية

الاستشهاد : 2016/1/26 الصقلاوية