يُعد مصفى بيجي أحد أبرز المنشآت النفطية في العراق، وموقعاً استراتيجياً مهماً في خريطة الاقتصاد الوطني، إلا أنّه في عام 2014 تعرّض لسيطرة فلول داعش الإرهابي عقب اجتياح الموصل وصلاح الدين، ما أدى إلى توقف عمليات التكرير وإشعال حرائق في عدد من الخزانات، فضلاً عن استخدامه قاعدةً لعملياتٍ عسكريةٍ ومخزناً للأسلحة، مما شكّل تهديداً مباشراً للاقتصاد الوطني.
وخلال معارك التحرير التي دارت بين عامي 2014 و2015، خاضت القوات الأمنية وأبطال الحشد الشعبي معارك شرسة لاستعادة السيطرة على المصفى، لما يمثله من أهمية اقتصادية وعسكرية.
وفي 15 تشرين الأول 2015 تمكنت القوات العراقية من استعادة المصفى بالكامل بعد معارك كر وفر استمرت لأشهر، لتتحقق بذلك نقطة تحول استراتيجية تمثّلت في قطع خطوط إمداد داعش بين الشمال والغرب.
أثمر التحرير عن تأمين أكبر منشأة نفطية في البلاد، وفتح الطرق الحيوية نحو الشرقاط والموصل، إضافة إلى تقليص القدرات اللوجستية للعصابات الإرهابي بشكل كبير.
وفي مرحلة ما بعد التحرير، تمّ الشروع بـ إعادة تأهيل مصفى بيجي بشكلٍ كامل وتجهيزه لاستئناف العمليات الإنتاجية، ليعود أحد أهم ركائز الصناعة النفطية العراقية إلى العمل من جديد بعد أن كان هدفاً لأشدّ المعارك ضراوة في الحرب ضد الإرهاب.