شهد الخامس عشر من تشرين الثاني عام 2014 حدثاً مفصلياً في مسار الحرب ضد فلول داعش الإرهابي، حين تمكنت قوات الحشد الشعبي من فكّ الحصار الخانق الذي فرضته فلول داعش على مصفاة بيجي شمال تكريت، والتي تُعد أكبر مصفاة نفطية في العراق وأحد أهم المواقع الاستراتيجية في البلاد.

فبعد أشهر من الهجمات ومحاولات داعش السيطرة على المصفى بشكل كامل، استطاعت قوات الحشد، بإسناد من القوات الأمنية، تنفيذ عملية نوعية واسعة استهدفت تحرير محيط المصفى وتأمين الطرق المؤدية إليه.
جاء هذا التقدم بعد معارك شرسة أظهر فيها مقاتلو الحشد الشعبي شجاعة كبيرة لحماية هذا المرفق الحيوي ومنع سقوطه بيد الإرهاب.
وقد نجحت القوات في فتح الممرات وكسر الطوق المفروض على المصفى الذي كان يرزح تحت تهديد مباشر، حيث حاصرته مجاميع داعش لساعات طويلة بهدف السيطرة عليه أو تعطيله بالكامل.
غير أن الإرادة الصلبة للمقاتلين قلبت المعادلة، ليتم تطهير محيط المصفى من الخلايا الإرهابية وقطع خطوط إمدادهم.
ومثّل هذا الإنجاز خطوة مهمة في إعادة الأمن إلى المنطقة، وحماية البنية التحتية النفطية التي يعتمد عليها العراق بشكل أساسي. كما رسّخ هذا الانتصار دور أبناء فتوى الدفاع بوصفه قوة وطنية تصدت بشجاعة لأخطر تهديد شهدته البلاد منذ عقود.
هكذا سجّل يوم 15 تشرين الثاني 2014 علامة فارقة في الذاكرة العراقية، يومٌ أثبتت فيه قوات الحشد الشعبي أنها كانت السدّ المنيع الذي وقف بوجه الإرهاب، وحمت منشآت الدولة وثرواتها من الدمار والانهيار.