ارتقى في مثل هذا اليوم.. الشهيد الشيخ مشتاق عبد القادر حمود الزيدي
2025/12/25
مثّل الشهيد الشيخ مشتاق الزيدي صورة العالم العامل الذي وحّد بين العلم والجهاد، فكان من رجال الدين الذين أدّوا تكليفهم حيثما كان، في الحوزة كما في ساحة القتال. نشأ في بيئة مؤمنة بين البصرة وواسط، وتفتّح وعيه الديني مبكرًا، متأثرًا بعائلة علمية وبأخيه الشيخ ميثاق الشيباني.
عام 1996م التحق بالحوزة العلمية في النجف الأشرف، فجدّ في طلب العلم حتى بلغ مراحل متقدمة في الفقه والأصول، ثم برز أستاذًا متميزًا في التدريس الحوزوي، ولا سيما في اللمعة والمكاسب، وتولّى إدارة مدرسة الميرزا جواد التبريزي، مساهمًا في رعاية طلبة العلم وترسيخ النهج الرسالي للحوزة.
لم يكن علمه معزولًا عن الواقع، بل مؤطّرًا بالعقيدة والمسؤولية؛ فمع تصاعد خطر الإرهاب، عمل على حماية المسيرة التعليمية، وأسهم في فتح المدارس للأطفال، إيمانًا بأن الدفاع عن الوعي لا يقل شأنًا عن الدفاع بالسلاح.
وعند صدور فتوى المرجعية الدينية العليا، لبّى النداء بلا تردد، وكان من مؤسسي اللواء الثاني في الحشد الشعبي، مشاركًا وقائدًا في ميادين الجهاد، مؤمنًا بأن الجهاد واجب عيني. قاد وشارك في معارك تحرير مناطق عدّة، منها الكرغول والبوطارش والجمهورية (المطيرات).
في بلدة البوحشمة، ارتقى الشيخ مشتاق الزيدي شهيدًا مع ثلّة من رفاقه، ليختم مسيرته كما بدأها: علمًا نافعًا، وعملًا مخلصًا، وجهادًا صادقًا.
سلامٌ عليه، عالمًا مجاهدًا، وشاهدَ صدقٍ على اقتران العلم بالتضحية.