في الرابع من كانون الأول عام 2017، سجّلت القوات العراقية صفحة جديدة من صفحات النصر على فلول عصابات داعش الإرهابية، عبر سلسلة عمليات نوعية واستباقية نفذتها قطعات الجيش والأجهزة الأمنية الساندة، ضمن خطة متكاملة لإدامة الضغط على المجاميع الإرهابية وتفويت الفرصة عليها لإعادة تنظيم صفوفها.
وأصدرت وزارة الدفاع آنذاك بيانها الصحفي المرقم (ك 171204 ج)، الذي استعرض آخر التطورات الميدانية في قواطع العمليات المختلفة، مؤكدة استمرار العمل الاستخباري والعسكري بوتيرة عالية لضمان تثبيت الأمن والاستقرار في المناطق المحررة.
ففي قاطع قيادة عمليات صلاح الدين، خرجت قوة من سرية هندسة ميدان القيادة بواجب مشترك مع لواء (51) من الحشد الشعبي، لتفتيش وتطهير خط الصد الجديد ضمن جزيرة السكريات، حيث عثرت على (50) عبوة ناسفة مختلفة الأنواع جرى تفجيرها تحت السيطرة. وفي السياق ذاته، نفذت قوة من لواء مغاوير الشرطة الاتحادية/3 واجب تفتيش قرية عركوب، أسفر عن العثور على (3) عبوات ناسفة و(2) مسطرة تم تدميرها موقعيًا.
كما تمكنت قوة من قسم شرطة الشرقاط، بالاشتراك مع سرية طوارئ، من تفتيش منطقتي الطين والسدة، حيث عُثر على عبوة قمعية واحدة من مخلفات عصابات داعش الإرهابية، جرى تفكيكها ورفعها من قبل خبير المتفجرات.
وفي جانبٍ إنساني يعكس استعادة الحياة الطبيعية، أعلنت وزارة الدفاع عودة (147,902) عائلة إلى محافظة صلاح الدين بعد تدقيق مواقفهم الأمنية في خلية الاستخبارات بمدينة تكريت، توزعت بين أقضية ونواحٍ عدة، من بينها الدور، الشرقاط، بيجي، الزاب، والبوعجيل، في مؤشر واضح على تحسن الوضع الأمني واستعادة الثقة بالمناطق المحررة.
أما في قاطع قيادة عمليات سامراء، وبناءً على معلومات استخباراتية دقيقة، خرجت قوة من اللواء (74) بالتنسيق مع ممثلية الأمن الوطني في يثرب لتفتيش منطقة المزاريع، حيث تم العثور على (3) عبوات ناسفة عبارة عن مقذوفات عيار (155) ملم قديمة الصنع ومعدة للتفجير، جرى تفكيكها من قبل خبير المتفجرات. كما تمكن المقر المسيطر في سامراء من إلقاء القبض على أحد المطلوبين وفق مواد الإرهاب.
وفي قاطع عمليات الأنبار، واصلت القوات الأمنية عملياتها النوعية، إذ عثرت الفرقة الأولى على (18) قنبرة هاون عيار 81 ملم في الرطبة، إضافة إلى حاوية مدفونة تحت الأرض على شكل كرفان جرى تفجيرها من قبل مفرزة الهندسة. كما تم العثور على معسكر قديم تابع لعصابات داعش الإرهابية وتدميره بالكامل، فضلاً عن تفجير عبوة ناسفة في منطقة البوريشة.
وتمكن أبطال لواء مغاوير الأنبار من إلقاء القبض على (2) من المشتبه بهم الصادرة بحقهم دعاوى قضائية، إلى جانب تطهير الطريق الممتد من منطقتي الحصي والبوهوى، حيث جرى تفجير (25) عبوة ناسفة ومواد متفجرة من نوع (C4) بسعة 20 لترًا. كما عالجت مفارز المتفجرات (13) عبوة ناسفة و**(2) قنبرة هاون عيار 120 ملم**.
وفي إطار الجهود الإنسانية، أُعيدت (54) عائلة نازحة من مخيم العامرية إلى مناطق سكناهم في زوبع، في خطوة تعكس التلازم بين العمل الأمني والبعد الإنساني في معركة ما بعد التحرير.
هكذا تُستذكر تلك العمليات اليوم بوصفها شاهدًا حيًا على تضحيات وبطولات القوات العراقية، التي لم تكتفِ بتحرير الأرض، بل واصلت ملاحقة فلول الإرهاب، وتطهير المخلفات القاتلة، وتأمين عودة العوائل، لترسي أسس الأمن والاستقرار في عراق ما بعد داعش.
_________________________________________________________________

المصدر: موسوعة فتوى الدفاع الكفائي، الجزء الثامن، ص 134–135.