المرجعيةُ الدينيةُ العُليا تُطالب الجهات المعنية بشؤون النازحين أن تتحمّل كامل مسؤوليتها والتعامل مع هذا الملف الإنساني بكلّ جدّية..
أستمع للخطبة
شاهد الخطبة
نص الخطبة
أشادت المرجعيةُ الدينية العُليا بانتخاب هيأة رئاسة مجلس النواب وَدَعَتْه إلى العمل على إصدار القوانين الضرورية، وعلى اختيار رئيس الجمهورية وتشكيل الحكومة الجديدة وفق التوقيتات الدستورية، كما طلبت من الجهات المعنية بشؤون النازحين أن تتحمّل كامل مسؤوليتها والتعامل مع هذا الملف الإنساني بكلّ جدّية، كما شدّدت على القوّات الأمنية أن تكون على أتمّ الاستعداد لرصد جميع التحرّكات المريبة.
جاء هذا خلال الخطبة الثانية ليوم الجمعة (19رمضان 1435هـ) الموافق لـ(18تموز 2014م) في الصحن الحسيني الشريف، والتي كانت بإمامة السيد أحمد الصافي والتي بيّن فيها ثلاثة أمور:
الأمر الأوّل: تمّ في يوم الثلاثاء انتخاب هيأة رئاسة مجلس النواب وكانت هذه خطوة مهمّة في جانبين، الأوّل: هو تفعيل دور المجلس التشريعي والرقابي، والثاني: هو التمهيد لانتخاب رئيس الجمهورية ومن ثمّ تشكيل الحكومة الجديدة ونحن إذ نرحّب ونشيد بانتخاب هيأة رئاسة مجلس النواب ندعو المجلس إلى العمل سريعاً على إصدار القوانين الضرورية التي طال انتظارها كقانون الموازنة والمحكمة الاتحادية وقانون النفط والغاز، وهذه القوانين تأخّرت لأكثر من دورة انتخابية، كما ندعو الكتل السياسية إلى الإسراع في اختيار رئيس الجمهورية وتشكيل الحكومة الجديدة وفق التوقيتات الدستورية، ونجدّد التذكير بما سبق بيانُه من ضرورة أن تحظى الحكومة القادمة بقبول وطنيّ واسع وتكون قادرة على حلّ أزمات البلد ومعالجة الأخطاء السابقة.
الأمر الثاني: إنّ الظروف القاسية التي يعيشها الإخوة النازحون والمُهجَّرون من ديارهم، بسبب سيطرة الإرهابيين على مناطقهم، لا زالت كما كانت ظروفاً صعبة اقتصادية وإنسانية، وإن المؤسسات المعنية بهذا الشأن لا زالت إجراءاتها لا ترتقي إلى مستوى المعاناة، فبالرغم من الوعود المسموعة لمساعدتهم وتخصيص مبالغ معينة لرفع معاناتهم وتوفير الحد الأدنى من الأمور الضرورية لهم إلّا أنّ بُطْءَ الإجراءات وعدم قدرة بعض المؤسسات على النهوض بمسؤوليتها تقصيراً أو قصوراً أبقى المشكلة على ماهي عليه، ولولا الخيّرون من أبناء هذا الشعب المعطاء أفراداً ومؤسسات الذين هبّوا لمُساعدة إخوانهم وبذل ما أمكن من ملبس ومأكل ومسكن لكان الحال أسوء بطبيعة الحال.
لذا على الجهات المعنية أن تتحمّل كامل مسؤوليتها والتعامل مع هذا الملف الإنساني بكلّ جدية سواء أكانت هذه الجهات محلية أو دولية.
الأمر الثالث: إنّنا في الوقت الذي نشدّ على أيادي القوات الأمنية وأفراد الجيش والإخوة المتطوعين الذين يقاتلون الإرهابيّين بشدة وبسالة، نحذّر من استهداف قرى أخرى وأماكن هنا وهناك من قبل الجماعات الإرهابية، بل لابُدّ من الحيطة والحذر وأخذ أهبة الاستعداد دائماً ورصد جميع التحرّكات المريبة وحشد جميع الطاقات ورصّ الصفوف من أجل حماية جميع المدن وتطهير جميع الأراضي من شرور الإرهابين بعزيمة قوية وشجاعة عالية وهمّة مستديمة لا تضعف.
نسأل الله تعالى أن يحمي بلادنا ويحمي بلاد المسلمين من شرور الأعادي، ونسأله أن يرينا بأعدائنا ذلّة عاجلة، ونسأل الله أن يحفظ لهذا البلد كرامته وهيبته وأن يتغمد الشهداء الأعزاء برحمته الواسعة، وأن يتلطّف على جرحانا بالشفاء العاجل..