هذا ما جاء في خطبة الجمعة التي القاها الشيخ عبد المهدي الكربلائي (دام عزه) في الصحن الحسيني الشريف في يوم ٧ ذو الحجة ١٤٣٥هـ الموافق ٢٠١٤/١٠/٣م.
النقطة الأولى: في الوقت الذي تثمن فيه عالياً الإنجازات الميدانية العسكرية من الجيش العراقي ومن التحق بهم من المتطوعين خلال الأشهر الماضية تؤكد على المقاتلين الأبطال في جميع المواقع المزيد من الاهتمام واليقظة لتوفير الحماية الكافية للمناطق التي يكلفون بحمايتها، خصوصاً ما تشتمل على أماكن دينية مقدمة فإنها مستهدفة من قبل الإرهابين أكثر من غيرها كمدينة «بلد» التي تضم مرقد السيد محمد بن الإمام علي الهادي لأن من الأهداف الخبيثة للإرهابيين هو إثارة الفتنة الطائفية في البلاد باستهداف مقدمات طائفة لإمرأة أبنائها ضد طائفة أخرى، فلابد من مزيد من الحرص واليقظة لعدم تمكينهم من تحقيق ذلك.
النقطة الثانية: كما نود أن نؤكد على أن ديمومة زخم التطوع للحضور في ساحات المنازلة مع الإرهابيين ها دور مهم في الحفاظ على المكاسب الميدانية التي تحققت الى اليوم، وتحقيق المزيد منها مستقبلاً - إن شاء الله تعالى، وهذا الغرض لابد أن تبادر الحكومة إلى اتخاذ الإجراءات الضرورية التنظيم عملية التطوع وصرف الرواتب المقررة للمتطوعين فإنّ ترك هؤلاء الإخوة من دون رواتب العدة أشهر مع حاجة النسبة الغالبة منهم إليها، ربما سيدفع قسماً منهم أمام ضغط الحاجة لأسرهم وعوائلهم إلى التخلي عن الحضور في جبهات القتال والعزوف عن ذلك بالرغم من رغبتهم الكبيرة في المشاركة في حماية الوطن من مخاطر الإرهابيين، كما يتعين على الحكومة الاهتمام بتوفير ما يحتاجون اليه من السلاح والعتاد اللازمين للقيام بهذه المهمة فإن هناك الكثير من الشكاوى التي تصلنا من هذا الجانب
النقطة الثالثة: إن اعتماد الجماعات الإرهابية لأسلوب محاصرة بعض وحدات القوات المقاتلة وعزلها عن خطوط الإمداد ثم محاولة القضاء عليها، وأيضاً استخدام هذه الجماعات لأسلوب الإشاعات والأخبار الكاذبة في محاولة منها لبت الذعر والرعب في قلوب المقاتلين، يتطلب من الجهات ذات العلاقة أن تطور أساليب عملها وتضع آلية مناسبة للتحرك السريع لفتح خطوط الإمداد للقطعات العسكرية
منى أغلق شيء منها، وكذلك لابد من أن لا يسمح للإشاعات والأخبار الكاذبة أن تنال من عزائم المقاتلين بل يتم تعزيز معنوياتهم وشحذ هممهم بالأساليب المناسبة لذلك، ومن أهمها تواصل القادة العسكريين معهم ميدانياً وحثهم على الصبر والصمود والتوكل على الله تعالى وتذكيرهم بنتائج ذلك من المدن التي قاتلت لعدة أشهر على الرغم من قلة سلاحها وعتادها ومؤونتها كمدينة آمرلي وغيرها.
النقطة الرابعة: وهنا لابد أن تؤكد مرة أخرى على ما نتبهنا عليه مراراً من أن المهمة المقدمة التي يؤديها إخوتنا وأبناؤنا في الجيش ومن التحق بهم من المتطوعين هي حماية العراقيين كل العراقيين من عصابة داعش الإرهابية، ومن هنا لابد أن يكونوا حريصين كل الحرص على أن لا يبدو منهم أي تصرف مناف لأداء هذه المهمة المقدسة، كالاعتداء - لا سمح الله - على أي مواطن مسالم في نفسه أوعرضه أو ماله مهما كان انتماؤه المذهبي أو توجهه السياسي.
يتداول الحديث في هذه الأيام عن وضع آلية لتشكيل الحرس الوطني وهنا نود التنويه لما يلي:
النقطة الأولى: ضرورة الاستفادة من تجارب وآليات بناء الأجهزة الأمنية سابقاً ودراسة الأسباب التي أدت إلى إخفاقها في أداء مهامها وتفادي تكرار الأخطاء الماضية التي أدت إلى عدم تمكنها من تنفيذ المهام الموكلة لها بصورة فاعلة وصحيحة.
النقطة الثانية: الحذر من اعتماد آلية تضفي طابعاً طائفياً أو قومياً على بناء الحرس الوطني بحيث يتولد شعور لدى المنتسب لهذه القوة بأنه يُدافع عن طائفة أو قومية معينة وليس عن جميع أبناء المنطقة التي يُكلف بحمايتها بغض النظر عن انتماءاتهم الطائفية والقومية.
النقطة الثالثة: اعتماد معايير الكفاءة المهنية والنزاهة والحس الوطني ونقاء السيرة في الماضي والحاضر لاختيار العناصر التي ستمسك بزمام الأمور والقيادة هذا التفكير الجديد.
النقطة الرابعة: وضع آليات مالية وإدارية حازمة وشفافة تسد الثغرات على المفسدين للنفوذ من خلافا لنهب أو هدر المال العام هذه المؤسسة العسكرية.
النقطة الخامسة: إعطاء الاهتمام الكبير بالبناء المعنوي وترسيخ الشعور بالانتماء الوطني للعناصر التي سيتم انضمامها إلى هذه المؤسسة لكي يكونوا رجالاً يملكون مواصفات الشجاعة والاندفاع والاستبسال في القتال دفاعاً عن بلدهم وشعبهم، فإن أحد أهم أسباب النكسة التي حصلت مؤخراً هو فقدان هذا الجانب في العديد من العناصر المنخرطة في القوات الأمنية ويتأكد أهمية هذا الجانب لدى القادة والأمراء للوحدات التي يتشكل منها الحرس الجديد، فإنهم القدوة والمثل الأعلى لبقية المنتسبين بطبيعة الحال.