كلمات وشجون الى المجاهدين
اليكم يا عظماؤنا
اشكركم جزيل الشكر ولو لاكم لما كنا صامدون حتى الان اقسم لكم ان نكمل على مسيركم وخطكم الجهادي في سبيل الله للحفاظ على ديننا الشريف والقران الكريم انتم . . .
شكر وتقدير
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. مبارك لكم مولد منقذ البشرية كل الشكر والتقدير اليكم اخوتي يامن دافعتم عن المقدسات والاعراض لولاكم الله اعلم ماهو حالن . . .
بدمائكم نحيا
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته حفظكم الله اينما حللتم وحماكم وبجهودكم ان شاء الله يتحرر ما تبقى من اراضي العراق ولن ننساكم من الدعاء تحت قبة الامام . . .
عرفان وأمتنان
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته دعاءنا لكم بالنصر المؤزر ولجرحاكم بالشفاء العاجل ولشهدائكم بجنات الخلد.. تقف الحروف عاجزة عن اظهار الشكر لكم ، وامتنان . . .
النخيل الشامخ
السلام عليكم أحبتي ورحمة الله وبركاته اقبل أقدامكم الطاهرة التي تمشي على خطى الشرف والعزة , أنتم كالنخيل الشامخ المتعالي في عنان السماء لا يرضخ للضرو . . .
أشراقات الجمعة
المرجعيّةُ الدينيّةُ العُليا: لابُدّ من التمييز بين الحقّ والباطلِ واتّباعِ الحقّ وإنْ قلّ أتباعُهُ
أستمع للخطبة
شاهد الخطبة
نص الخطبة
بيّنت المرجعيّةُ الدينيّةُ العُليا أنّه لابُدّ للإنسان من التمييز بين الحقّ والباطل، ولا يضرّه إن اتّبع الحقّ قليلٌ أم كثير، والقرآن الكريم يؤكّد هذا المعنى (وَلَكِنَّ أَكْثَرَكُمْ لِلْحَقِّ كَارِهُونَ)، فالمعيار يكمن بمعرفة الحقّ وأهله منهجاً وسلوكاً.
جاء ذلك خلال خطبة صلاة الجمعة التي أُقيمت في الصحن الحسينيّ الشريف هذا اليوم (26 جمادى الآخرة 1441هـ) الموافق لـ(21 شباط 2020م)، وكانت بإمامة سماحة السيد أحمد الصافي (دام عزّه)، وهذا نصّها:
إخوتي أخواتي أعرض بخدمتكم الأمر التالي: أميرُ المؤمنين(صلوات الله وسلامه عليه) مرّ في حياته كما هو المعلوم من سيرته العطرة بمجموعةٍ من الأمور، بعضُها فتن وبعضها توجيهات الى الأمّة، حياتُه الشريفة كيف كانت؟ وكيف كانت علاقته بالنبيّ(صلّى الله عليه وآله)؟ هناك مقطع زمنيّ مرّ على أمير المؤمنين كانت فيه بعض الفتن، إذ دخل عليه رجلٌ اسمُه الحارث، وهذا الحارث بدأ يُرادد أمير المؤمنين(عليه السلام) في أمرٍ ما، أمير المؤمنين(عليه السلام) ذكر له هذه المقولة الرائعة والخالدة التي هي طريّة في كلّ زمانٍ ومكان، قال له: (يا حارث.. إنّك ملبوسٌ عليك، وإنّ الحقّ والباطل لا يُعرفان بالناس، ولكن اعرفْ الحقّ تعرفْ أهلَه، واعرفْ الباطل تعرفْ مَنْ أتاه) ملبوسٌ عليك يعني أنّك اشتبهت عليك الأمور، لماذا اشتبهت عليك الأمور؟ لأنّ عندك قصوراً أو عندك تقصيراً.
الإمام(عليه السلام) أراد أن يرفع هذه المسألة بيّن هذه الكلمة على وجازتها، أرجو أيضاً أن ندقّق فيها لأنّ لها علاقة بـ(وَلاَ تَقْفُ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ) لكن بطريقٍ آخر، بدءاً قال: (وإنّ الحقّ والباطل لا يُعرفان بالناس، ولكن اعرفْ الحقّ تعرفْ أهلَه واعرفْ الباطل تعرفْ مَنْ أتاه)، في وسائل المعرفة الآن التي نملكها تختلف الاستدلالاتُ على المعارف، أميرُ المؤمنين(عليه السلام) يريد أن ينبّه هذا المقابل الى قضيّة في الفهم تعنينا جميعاً، أنّه أنت عندما تتّخذ موقفاً معيّناً أو عندما تعتقد أمراً معيّناً، ما هي الوسائلُ التي تُبقيك غير متزلزل؟ كيف تتعامل مع المعرفة حتّى عندما يمرّ بك ظرفٌ لا تكون متزلزلاً، كيف الطريق الى هذا؟ الحقيقة هنالك طريقان أحدهما خاطئ والآخر صحيح، ما هو الخاطئ وما هو الصحيح؟
لديّ واقع وهذا الواقع هو الحقّ، ولديّ شخص يتلبّس بهذا الواقع صدقاً أو كذباً لا أعلم، فأرى الواقع من خلاله، ستكون عندي حالة من الفهم الخاطئ، -التفتوا إخواني- قد لا أشعر بها الآن لكن عندما أتزلزل وعندما أبدأ بحالةٍ من الريبة والشكّ يُستبان أنّني واقعاً غير مكتنزٍ من الحقّ وغير مملوء منه، كانت عندي حالة من الشباهة بالحقّ وليس الحقّ، كان عندي أمرٌ ملبوسٌ عليّ وأنا لا أفهم، أميرُ المؤمنين(عليه السلام) يقول: هذه الطريقة في الفهم خاطئة، لا يُمكن أن تعرف الحقّ من خلال الرجال، لاحظوا هذه قضيّة مهمّة حتّى عند الأنبياء وهم أفضل طبقة عندنا، كيف أستدلّ على النبيّ؟ أنا الآن أفترض أنّني في زمن النبيّ فكيف أستدلّ على أنّ هذا نبيّ؟! لاحظوا لابُدّ من أن أعرف الحقّ أوّلاً ثمّ أعرف أنّ هذا النبيّ الذي يدّعي هذه الدعوى مطابقة أو غير مطابقة، مع كونه نبيّاً.
ولذلك ماذا يقول العلماء؟ يقولون فائدةُ المعجز ما هي؟ لماذا النبيّ يحتاجُ الى معجز؟ لأنّي يُمكن أن أطالبه بدليل نبوّته، أقول: مَنْ قال إنّك نبيّ؟ ربّما أنت تدّعي النبوّة، وقطعاً عقلي يقول ليس كلّ من ادّعى شيئاً يُصدَّق ابتداءً، أقول: أنت تدّعي النبوّة فما هو الدليل على ادّعائك؟ لمعرفة النبيّ نعم.. هذا أسلوبٌ عقلائيّ، الله تبارك وتعالى أيضاً لابُدّ أن يدعم النبيّ ولابُدّ أن يُبيّن أنّ هذا نبيّ وأن يزوَّد بعد أن جاء بمُعجِز والمُعجِز دليلٌ مطابق للدعوى، بعد ذلك عرفتُ الحقّ وعرفتُ أنّ هذا النبيّ، بعد أن نَسَب نفسَه الى الله والله تعالى صدّقه في هذا عرفت هذا الحقّ، فكلّ ما جاء به بعد ذلك أنا مطمئنّ له، بدأتُ أعرف الحقّ وهذا الحقّ عندما أعرفه له واقع، هل يأتي أحدٌ مدّعي الحقّ؟ مُمكن. هل هناك شخصٌ يأخذ بعض الحقّ ويترك البعض؟ مُمكن. عندما أعرف الحقّ أعرف الموقف، وعندما أعرف الباطل أعرف الموقف، أنّ الحصانة التي يجب أن أتحصّن بها هي في معرفتي للحقّ، كما قال أمير المؤمنين(عليه السلام): (اعرفْ الحقّ تعرفْ أهلَه).
وأنتم تعلمون أنّ هناك مكاسب اقتصاديّة وسياسيّة ومكاسب اجتماعيّة كلٌّ يريد أن يصل إليها لكن بطريقته الخاصّة، فكيف أحمي نفسي عن المزوّر والمدّعي وعن الحقيقيّ، أنا أتحدّث عن تاريخٍ بشريّ كاملٍ فيه هذه الأشياء، من أين أعرف أنّ هذا الموقف موقفٌ صحيح وموقفُ حقّ؟ لابُدّ أن أعرف الحقّ، ما هي وسائل معرفة الحق؟ الوسائلُ سهلة إنّما يحتاج لها تثبُّت، أن الإنسان إذا عرف الحقّ تميّزت عنده الأمور، أميرُ المؤمنين(عليه السلام) يقول: يا هذا إنّه ملبوسٌ عليك، طريقةُ معرفتك للحقائق طريقة خاطئة، ولذلك قلقت وشككت، لذلك لم تكن متّزناً بمجرّد عندما ترى فتنة تسقط، وأعتقد أنّ هذه المسألة في كلّ زمانٍ ومكان، نرى الآن بعض الناس موقفُهُ صباحاً شيء وعصراً شيءٌ آخر، لماذا؟ لأنّ هذا لم يعرف الحقّ وإنّما عرف الناس، يتصوّر أنّ الحقّ يدور مدار الناس، بينما لا.. المسألة ليست هكذا قطعاً، نعم.. في بعض القضايا العقديّة لها شيءٌ آخر والآن الكلام فعلاً ليس فيها، فهناك موازين تُنصَبُ لمعرفة الحقّ، أنا أتكلّم في الحياة الاجتماعيّة العامّة التي فيها قضايانا المتعارفة.
هذا التزلزل وعدم الثبات ينشأ من هذه القضايا، أنّه نحن نعرف الحقّ من خلال الناس، وهذا ليس أمراً صحيحاً، الصحيح هو أنّي لابُد أن أعرف الحقّ حتّى أعرف مَنْ يدّعيه، نعم.. أقول عرفتُ الحقّ وهذا رجلٌ يدّعي الحقّ وهو صادق، وعرفتُ الباطل فأجتنب الباطل فإذا ادّعاه أحدٌ أقول: نعم.. هذا من أهل الباطل لأنّني عرفتُ الباطل، كما أنّ الإنسان يعرف السموم حتّى يتجنّبها، فكما يعرف الدواء يعرف السمّ حتّى يتجنّبه، الباطل كالسمّ الإنسان عندما يعرفه عليه أن يتجنّبه، أميرُ المؤمنين(عليه السلام) يأمره بأن يعرف، قال: (اعرفْ الباطل تعرفْ مَنْ أتاه)، هذا التميّز ما بين الحقّ والباطل مهمّ إخواني، أنّ الإنسان في حياته الدنيا لابُدّ أن يعرف الحقّ ولا يضرّه إن اتّبع الحقّ قليلٌ أم كثير، القرآن الكريم في بعض الآيات يقول: (وَلَكِنَّ أَكْثَرَكُمْ لِلْحَقِّ كَارِهُونَ)، الحقّ بالمعنى العامّ بعضُهم يقول: هو الموت، وأنا أتكلّم عن مفردة الحقّ، كارهٌ بمعنى أنّ معرفة الحقّ تحتاج التزامات، في بعض الحالات الإنسان يعرف الحقّ لكن يُكابر، هذا شيءٌ آخر المهمّ أنّ الحجّة عليه حجّة الحقّ، (اعرفْ الحقّ تعرفْ أهله).
هناك أمرٌ آخر أحببتُ أن أنوّه إليه، طبعاً لا يخفى على حضراتكم أنّ الوضع الصحّي الذي بات يهدّد العالم بما يُعرف بفايروس كورنا هو وضعٌ خطير، بدءاً نسأل الله السلامة وأن يحمي العباد والبلاد منه، الجهات المعنيّة هي المسؤولة عن بيان مخاطر وطرق العلاج والوسائل المتّبعة للوقاية منه، وتوسعة ذلك على نحو الثقافة العامّة لكافّة الناس، وهذا يقع على الجهات الصحيّة فهي المعنيّة بهذا الأمر.
وهنا ننوّه الى قضيّةٍ أيضاً مختصرة وهي في نفس الوقت مناشدة، أنّ مؤسّساتنا الصحّية عندنا فيها مشاكل، ولابُدّ أن تكون هناك حلولٌ جذريّة حقيقيّة لهذه المؤسّسات، لاحظوا الإنسان عندما يتعامل مع واقعٍ له فهو أفضل حتّى يحدّد المشكلة ثمّ يبدأ بحلّها، قطعاً الاستعدادات التي نريدُها لابُدّ أن تكون استعداداتٍ بمستوى هذا الخطر، الذي نسأل الله تعالى أن لا يأتينا، لكن بالنتيجة (الوقايةُ خيرٌ من العلاج)، لابُدّ من الانتباه ولابُدّ من التحذّر، ونناشد جميع الجهات المعنيّة أن تكون بمستوى المسؤوليّة، وأن ترفع قدرات هذه المؤسّسات الى أعلى ما يُمكن لتجنيب البلاد والعباد من هذا الخطر.
نسأل الله سبحانه وتعالى التوفيق للجميع، اللهمّ اغفرْ لنا وللمؤمنين والمؤمنات، وآخر دعوانا أن الحمد لله ربّ العالمين، وصلّى الله على محمّدٍ وعلى آله الطيّبين الطاهرين.