في خطوة إنسانية جسّدت روح الأبوة والرحمة، وبتنسيق ميداني عالي المستوى، تمكّنت لجنة الإغاثة التابعة لمكتب المرجعية الدينية العليا، يوم ٢١ كانون الأول ٢٠١٦م، من الوصول إلى الأحياء المحرّرة في الساحل الأيسر من مدينة الموصل، وتوزيع آلاف السلّات الغذائية على العوائل المتضرّرة.
وانطلقت عملية التوزيع بانسيابية لافتة في حي عدن، الذي شهد توافد العوائل النازحة والمحررة من أحياء السماح، والشيشان، وعدن، والشقق الخضراء، حيث بلغت المساعدات المقدّمة (٤٥٠٠) سلّة غذائية متكاملة، وذلك بالتنسيق مع أبطال جهاز مكافحة الإرهاب الذين أمّنوا الطريق وساعدوا في إيصال هذه المساعدات إلى مستحقيها.
وكانت اللجنة قد زارت في وقت سابق مخيم حسن شامي في منطقة الخازر، ومخيم قيماوه في محافظة دهوك، مقدّمة خلالها دعماً إنسانيًّا شمل الغذاء، الملابس، حليب الأطفال الرضع، والماء المعقّم، ليصل مجموع ما تم توزيعه خلال عشرة أيام من الجهد المتواصل في ظروف جوّية صعبة وإجراءات أمنية معقّدة إلى أكثر من (٨٠٠٠) سلّة غذائية.
وأعرب أهالي الموصل عن بالغ امتنانهم للمرجعية العليا، معتبرين وصولها إلى هذه المناطق المحرّرة بمثابة صفعة في وجه الإرهاب، وشوكة في عيون الأعداء، وأكدوا أن وجود لجنة الإغاثة في قلب المدينة دليل على أن المرجعية لم تنس أبناءها في الشدائد، متمنّين استمرار هذه المبادرات لما لها من أثر معنوي عميق يعيد لهم الأمل والثقة بعد سنوات من القهر والحرمان.
وبوصول هذه القافلة الإغاثية إلى محطتها الأخيرة، تختتم لجنة الإغاثة رحلةً إنسانية امتدّت عشرة أيام، سطّرت خلالها مواقف خالدة في الإيثار والعطاء، وحفرت اسم المرجعية في قلوب الموصلّيين كرمزٍ حيّ للرحمة والانتماء الوطني الأصيل.