خطبة الجمعة.. بناء المؤسسة العسكرية، الاهتمام بعوائل الشهداء وجرحاهم
أستمع للخطبة
شاهد الخطبة
نص الخطبة
هذا ماجاء في خطبة الجمعة التي القاها الشيخ عبد المهدي الكربلائي (دام عزه) في الصحن الحسيني الشريف في يوم ٢٦ رجب ١٤٣٦هـ الموافق ٢٠١٥/٥/١٥م.
إن دراسة الأسباب التي أدت الى سقوط الموصل وبقية المدن بيد عصابات داعش في شهر حزيران من العام الماضي، وما أعقبه من تقديم تضحيات عظيمة من أبناء الشعب العراقي واستنزاف الكثير من الأموال والموارد في مواجهة هذه العصابات ودرء خطرها، تستدعي وضع خطة شاملة لإعادة بناء المؤسسة العسكرية العراقية في ضوء المعايير والضوابط المهنية للمؤسسات العسكرية في سائر الدول، ومن ذلك اختيار القادة الكفوئين الوطنيين لمختلف المواقع بعيداً عن أي محسوبية أو مجاملة أو انتماء أضيق من دائرة الولاء للشعب والوطن، والعمل على إبعاد التأثيرات السياسية للكتل والأحزاب عن المؤسسة العسكرية بشكل تام، ومن المهم أيضاً أن يأخذ جهاز الاستخبارات حقه من الاهتمام ويُبنى على أساس مهني صحيح ليتمكن من أداء دوره في نجاح المؤسسة العسكرية، ومن الضروري في هذه المرحلة بالذات أن تبادر جميع القوى التي تقاتل الإرهاب الى تنسيق جهودها وأن تتعالى عن المصالح الفئوية والشخصية، فإنّ هذا من أهم الشروط في نجاحها وانتصارها.
الأمر الثالث: تستمر معاناة الجرحى وذوي الشهداء والعوائل النازحة عن مواطنها وفي ظل عدم قيام المؤسسات الحكومية بتأمين حوائج هذه الشرائح بالشكل المطلوب، فإنه يجدر بميسوري الحال من المواطنين الكرام أن يستمروا في تقديم العون لهم كما قاموا بذلك خلال الشهور الماضية أداء للمسؤولية الوطنية والشرعية والأخلاقية، كما نوصي جميع المواطنين بضرورة التعامل بالحسنى وحفظ كرامة النازحين الذين تركوا ديارهم وأموالهم كرهاً ويحنون للرجوع اليها في أقرب فرصة ممكنة، الله .. الله في هؤلاء النازحين فهم إخوانكم وأخواتكم الذين ينبغي أن تحبّوا لهم ما تحبّون لأنفسكم وتكرهوا لهم ما تكرهون لأنفسكم.