هذا ماجاء في خطبة الجمعة التي القاها السيد احمد الصافي (دام عزه) في الصحن الحسيني الشريف في يوم ١ شهر رمضان ١٤٣٦هـ الموافق ٢٠١٥/٦/١٩م.
إن اندفاع الإخوة المتطوعين وبمعيّة الجيش وأبناء العشائر الغيورة للدفاع عن البلاد أمام الهجمة الإرهابية أقام الدليل القاطع على أن أعداداً كبيرة من أبناء هذا البلد شيباً وشباناً مستعدون للتضحية بأنفسهم وأرواحهم في سبيل حماية الشعب ومقدساته، وهؤلاء يستحقون من الجميع وخاصة من أصحاب القرار من المسؤولين في الدولة كلّ العناية والاهتمام بالقياس الى آخرين يتنعمون بالكثير من المزايا من غير أن يقدموا شيئاً يُذكر لبلدهم وهو يمر بهذه المحنة القاسية، فلو قارنا بين شاب ترك الأهل والأحبة ورابط في ساحات القتال مع قلة إمكانياته ووطن نفسه على الشهادة وهو لا يُريد جزاء إلا أن يبقى هذا البلد صامداً منيعاً عن استهدافه من الإرهابيين أو بين من فقد أحد طرفيه أو كليهما ولا يزال موجوداً في ساحات المعركة وهو يعلم الأصحاء الثبات والشجاعة ويمدهم بمعنويات عالية، نقول لو قارنا بين هؤلاء الإخوة وبعض الأنفار الذين ليس لهم هم إلا مصالح أنفسهم ويعطلون لأجلها تطوّر البلد ويستنزفون قدراته ويتنعمون بخيراته دون أن يقدموا خدمةً حقيقية له، لوجدنا اختلافاً كبيراً بين القيم والمبادئ التي تحكم الطرفين، ومَنْ كان في موقع المسؤولية وبيده القرار فعليه أن لا يساوي بينهما ولابد أن يولي اهتماماً أكبر وعناية أزيد بتلك الشريحة المضحية بأعز ما تملك في سبيل عزّ العراق وشعبه وحمايته من دنس الإرهابيين.
___________________________________________________________
المصدر : موسوعة فتوى الدفاع الكفائي، الجزء السادس، ص 91.