هذا ماجاء في خطبة الجمعة التي القاها الشيخ عبد المهدي الكربلائي (دام عزه) في الصحن الحسيني الشريف في يوم ١٤ شعبان ١٤٣٥هـ الموافق ٢٠١٤/٦/١٣م.
دعت المرجعية الدينية العليا المواطنين الذين يتمكنون من حمل السلاح ومقاتلة الإرهابيين دفاعاً عن بلدهم وشعبهم ومقدساتهم للتطوع والانخراط في القوات الأمنية، مؤكدة أن من يضح منكم في سبيل الدفاع عن بلده وأهله وعرضه فإنه يكون شهيداً - إن شاء الله تعالى-.
جاء هذا خلال خطبة صلاة الجمعة الثانية (١٤) شعبان (١٤٣٥هـ) الموافق (۱۳) حزيران ٢٠١٤م) في الصحن الحسيني الشريف والتي كانت بامامة الشيخ عبد المهدي اكربلائي، والتي جاء فيها .
إن الأوضاع التي يمر بها العراق ومواطنوه خطيرة جداً، ولابد أن يكون لدينا وعي بعمق المسؤوليةالملقاة على عاتقنا أنها مسؤولية شرعية ووطنية كبيرة، لذا نود توضيح ما يلي:
1. إن العراق وشعب العراق يواجه تحدياً كبيراً وخطراً عظيماً وإن الإرهابيين لا يستهدفون السيطرة على بعض المحافظات كنينوى وصلاح الدين فقط بل صرحوا بأنهم يستهدفون جميعا ولا سيما بغداد وكربلاء المقدمة والنجف الأشرف، فهم يستهدفون كل العراقيين وفي جميع مناطقهم ومن هنا فإن مسؤولية التصدي لهم ومقاتلتهم هي مسؤولية الجميع ولا يختص بطائفة دون أخرى أو بطرف دون آخر.
2. إن التحدي وإن كان كبيراً إلا أن الشعب العراقي الذي عُرف عنه الشجاعة والإقدام وتحمّل المسؤولية الوطنية والشرعية في الظروف الصعبة أكبر من هذه التحديات والمخاطر، فإن المسؤولية في الوقت الحاضر هي حفظ بلدنا العراق ومقدساته من هذه المخاطر وهذه توفّر حافزاً لنا للمزيد من العطاء والتضحيات في سبيل الحفاظ على وحدة بلدنا وكرامته وصيانة مقدساته من أن تهتك من قبل هؤلاء المعتدين، ولا يجوز للمواطنين الذين عهدنا منهم الصبر والشجاعة والثبات في مثل هذه الظروف أن يدب الخوف والإحباط في نفس أي واحد منهم، بل لابد أن يكون ذلك حافزاً لنا لمزيد من العطاء في سبيل حفظ بلدنا ومقدساتنا. قال تعالى في محكم كتابه الكريم: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اصْبِرُوا وَصَابِرُوا وَرَابِطُوا وَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تفلحون
وقال تعالى: ﴿وَأَطِيعُوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلَا تَنَازَعُوا فَتَفْشَلُوا وَتَذْهَبَ رِيحُكُمْ وَاصْبُرُوا إِنَّ اللَّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ). وقال تعالى: أَمْ حَسِبْتُمْ أَنْ تَدْخُلُوا الْجَنَّةَ وَلَا يَأْتِكُمْ مَثَلُ الَّذِينَ خَلَوْا مِنْ قَبْلِكُمْ مَسَّتْهُمُ الْبَأْسَاءُ وَالضَّرَّاء وَزُلْزِلُوا حَتَّى يَقُولَ الرَّسُولُ وَالَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ مَتَى نَصْرُ اللَّهُ أَلَا إِنَّ نَصْرَ اللَّهِ قَرِيبٌ. وقال تعالى: ﴿وَقاتِلُوا فِي سَبِيلِ الله الَّذينَ يُقاتِلُونَكُمْ وَلَا تَعْتَدُوا إِنَّ الله لا يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ). ..
3. إن القيادات السياسية في العراق أمام مسؤولية وطنية وشرعية كبيرة وهذا يقتضي ترك الاختلافات والتناحر خلال هذه الفترة العصيبة وتوحيد موقفها وكلمتها ودعمها وإسنادها للقوات المسلحة ليكون ذلك قوة إضافية لأبناء الجيش العراقي في الصمود والثبات، موضحاً أنها - أي القيادات السياسية أمام مسؤولية تاريخية ووطنية وشرعية كبيرة.
4. إن دفاع أبنائنا في القوات المسلحة وسائر الأجهزة الامنية هو دفاع مقدس ويتأكد ذلك حينها يتضح أن منهج هؤلاء الإرهابيين المعتدين هو منهج ظلامي بعيد عن روح الإسلام يرفض التعايش مع الآخر بسلام ويعتمد العنف وسفك الدماء وإثارة الاحتراب الطائفي وسيلة لبسط نفوذه وهيمته على مختلف المناطق في العراق والدول الأخرى، فيا أبناءنا في القوات المسلحة أنتم أمام مسؤولية تاريخية ووطنية وشرعية واجعلوا قصدكم ونيتكم ودافعكم هي الدفاع عن حرمات العراق ووحدته وحفظ الأمن للمواطنين وصيانة المقدسات من الهتك ودفع الشر عن هذا البلد المظلوم وشعبه الجريح.
وفي الوقت الذي تؤكد فيه المرجعية الدينية العليا دعمها وإسنادها لكم تحتكم على التحلي بالشجاعة
والبسالة والثبات والصبر، وإن من يضحي منكم في سبيل الدفاع عن بلده وأهله وأعراضهم فإنه يكون شهيداً - إن شاء الله تعالى-. والمطلوب أن يحث الأب ابنه والأم ابنها والزوجة زوجها على الصمود والثبات دفاعاً عن حرمات هذا البلد ومواطنيه
5. إن طبيعة المخاطر المحدقة بالعراق وشعبه في الوقت الحاضر تقتضي الدفاع عن هذا الوطن وأهله وأعراض مواطنيه وهذا الدفاع واجب على المواطنين بالوجوب الكفائي (بمعنى أن من يتصدى له وكانت فيه الكفاية بحيث يتحقق الغرض وهو حفظ العراق وشعبه ومقدساته يسقط عن الباقين) وتوضيح ذلك بمثال أنه إذا تصدّى عشرة آلاف وتحقق الغرض منهم سقط عن الباقين فإن لم يتحقق وجب على البقية وهكذا، ومن هنا فإنّ على المواطنين الذين يتمكنون من حمل السلاح ومقاتلة الإرهابيين دفاعاً عن بلدهم وشعبهم ومقدساتهم عليهم التطوع للانخراط في القوات الأمنية لتحقيق هذا الغرض المقدس
6. إن الكثير من الضباط والجنود قد أبلوا بلاء حسناً في الدفاع والصمود وتقديم التضحيات فالمطلوب من الجهات المعنية تكريم هؤلاء تكريماً خاصاً لينالوا استحقاقهم من الثناء والشكر وليكون حافزاً لهم ولغيرهم على أداء الواجب الوطني الملقى على عاتقهم.