العتبة العباسية المقدسة تواصل مشروعها الإنساني في تفقد عوائل شهداء فتوى الدفاع المقدس
2016/12/09
منذ اليوم الأول لإطلاق فتوى الدفاع المقدس المباركة؛ العتبة العباسية المقدسة مستمرة بقافلة الجود والعطاء نحو تفقد عوائل الشهداء التي قدمت فلذات أكبادها كقربان للوطن والمقدسات، معطيتهم دافع معنوي كبير لمواصلة مشوار الحياة نحو الشعور بثمن تضحياتهم ضد زمر الشر الداعشية.
لذا قامت بتكريم وجبة جديدة من عوائل وذوي شهداء الشرطة الاتحادية الذين سقطوا دفاعاً عن العراق ومقدساته في معارك تحرير جزيرة الخالدية في محافظة صلاح الدين بحضور عدد من مسؤولي العتبة المقدسة، وممثلين عن قيادة قوات الشرطة الاتحادية، فضلاً عن ذوي الشهداء.
استُهِل حفل التكريم الذي شمل (50) عائلة بتلاوة آيات من الذكر الحكيم، وقراءة سورة الفاتحة على أرواح شهداء العراق، والاستماع للنشيد الوطني العراقي، وأنشودة العتبة المقدسة (لحن الإباء).
تلتها كلمة الأمانة العامة للعتبة العباسية المقدسة ألقاها رئيس قسم الشؤون الدينية فضيلة الشيخ صلاح الكربلائي (دام توفيقه)، مبيناً فيها: إن المرجعية الدينية العُليا تنظر دوماً بعين الفخر والاعتزاز لكل شهداء العراق الذين بذلوا مُهجهم ودماءهم الزكية من أجل تراب الوطن، وأستشهد بمقولة المرجع الديني الأعلى سماحة السيد علي الحسيني السيستاني (دام ظله): (يا من ليس لنا من نفتخر بهم غيركم)، وحري بنا أن نركز على الدور الكبير لقوات الشرطة الاتحادية البطلة، وباقي قواتنا الأمنية وفصائل الحشد الشعبي، هذا الدور الكبير الذي يجب أن يوضح ويبرز لكونهم صاحبي فضل علينا ليس في العراق وحسب إنما على كل دول العالم، وإن ما قدمته الشرطة الاتحادية في معارك تحرير الأرض المغتصبة من تضحيات أسوةً بباقي القوات يُشار له بالبنان، فقد أثبتوا للعالم أنهم رجال على قدر المسؤولية، فهنيئاً لكم -عوائل الشهداء- بهذا الوسام والشرف الذي لا يُضاهيه شرف.
مضيفاً: على كل المثقفين والمفكرين إبراز وتوثيق هذا التاريخ الذي كُتِبَ بدماء أبطال العراق كي لا يزور أو ينقل بطريقة مغلوطة، ولكي يصل لباقي الأجيال بكل مصداقية ويكون حدثاً مهماً يستلهمون منه العبر لكونه حدثاً لم يمر في أي حقبة زمنية مرت على العراق، وإن تكريمكم هذا ما هو إلا جزء يسير من الوفاء لدماء أبنائكم الزكية التي حمت العراق.
بعدها أختتم الحفل بمشاركة عزائية للسيد عدنان الموسوي من قسم الشؤون الدينية، وتوزيع الهدايا المالية والعينية على العوائل الكريمة وسط آهات الحزن والأسى على عظم المصاب الذي أقرح جفون ذويهم.
صدى الروضتين أجرت عدة لقاءات، أولها مع فضيلة الشيخ ماجد السلطاني من قسم الشؤون الدينية في العتبة العباسية المقدسة الذي تحدث قائلاً:
للمرة الثالثة على التوالي تقوم العتبة العباسية المقدسة بتكريم عوائل شهداء الشرطة الاتحادية، وهذا المشروع متواصل منذ إطلاق فتوى الدفاع المقدس المباركة إلى يومنا هذا، لتحاول العتبة المشرفة من تخفيف العبء على كاهل هذه العوائل.
اليوم تم تكريم خمسين عائلة شهيد وهي الوجبة الثالثة ولعله أخر وجبة من الشرطة الاتحادية حتى نتوجه إلى بقايا الفصائل القتالية سواء في الحشد الشعبي أو القوات الأمنية العراقية إن شاء الله تعالى.
التكريم بحد ذاته لا يعني أي شيء بالقياس مع حجم التضحيات والدماء التي اراقت في سبيل العزة والكرامة، حتى تعرف هذه العوائل أن العتبات المقدسة والمرجعية الدينية لن تنسى دماء الشهداء والتضحيات التي بذلوها.
محمد عطا قنديل أحد أقارب الشهيد العقيد الركن أسعد علي قنديل:
استشهد أثناء معارك قاطع جزيرة الخالدية بتاريخ 8/8/ 2016م، وهو كان أمر لواء القوات الخاصة في الشرطة الاتحادية، ونشكر العتبة العباسية المقدسة على المبادرة الرائعة بالتفات إلى عوائل الشهداء في كل القطعات العسكرية، وهذا تكريم يعطي دافع معنوي أكثر مما هو مادي، وهو بمثابة تكريم من المولى أبي الفضل العباس (عليه السلام)، وهو مشجع جداً على الاستمرار بالعطاء والقتال حتى القضاء على تنظيم داعش الإرهابي.
والد الشهيد الملازم وسام نبيل كاظم من محافظة الديوانية الذي استشهد في قاطع الخالدية:
نحن فخورين جداً بتقديم أولادنا قربان للوطن في سبيل القضاء على الزمر التكفيرية والحفاظ على المقدسات من انتهاكها على ايدي زمرة قذرة مجرمة لا تمت إلى الإنسانية بصلة، وسنبقى نضحي بأبنائنا إلى تحرير أخر شبر مغتصب من هذه الزمر الوحشية إن شاء الله تعالى.
نشكر الله سبحانه وتعالى وخدمة العتبة العباسية المقدسة على مبادرتهم الإنسانية الرائعة بتكريم ذوي شهداء الشرطة الاتحادية، وهذا ليس بغريب عليهم فهم نابعين من حياض الجود والوفاء لأهل البيت (عليهم السلام).
العميد أحمد ثجيل حسن ممثل الشرطة الاتحادية:
نشكر العتبة العباسية المقدسة في رعايتها عوائل الشهداء في العراق بصورة عامة وشهداء الشرطة الاتحادية بصورة خاصة، وهذا التكريم هو الثالث لشهداء الشرطة الاتحادية، فقد تم تكريم في هذا اليوم ما يقارب خمسين عائلة شهيد، وهذا التكريم له طعم خاص في وقت يسطر أبطال الشرطة الاتحادية أروع الملاحم البطولية في ساحات الوغى في محافظة نينوى العزيزة لطرد بقايا الدواعش من بلدنا العزيز، وإن شاء الله قريباً سيتم تطهير أرض الرافدين من هذه القاذورات، وتُزف البشرى للعراقيين بإعادة هذه البقعة الغالية إلى أحضان الوطن.
طارق الغانمي