كفوف العطاء
من الذاكرة.. لجنة رعاية الشهداء تتفقد عوائل الأبطال وتحيي ذكرى تضحياتهم في بغداد
2024/07/06


بتاريخ 1 ربيع الأول 1438هـ الموافق 1 ديسمبر 2016، تمكنت لجنة رعاية الشهداء المكلفة من قبل المرجعية، وبالتنسيق مع مؤسسة العين للرعاية الاجتماعية التابعة للمرجعية العليا، من تفقد عوائل الشهداء (رضوان الله عليهم) في مدينة الدورة، منطقة أبو دشير، التابعة للعاصمة بغداد. وتشرفت اللجنة بلقاء 12 عائلة من ذوي شهداء العقيدة والكرامة من أبطال الجيش والشرطة والقوى الأمنية والمتطوعين من رجال العراق الأشاوس الذين أبوا إلا أن تكون دماؤهم الزكية ثمناً لحفظ أرض وطنهم وأرواح شعبهم ومقامات مقدساتهم، فهبوا لتلبية نداء الحق.
عند تفقد أحوال هذه العوائل الكريمة من قبل اللجنة المكلفة، وجدتهم جميعاً فخورين بما قدموا من تضحيات، وخصوصاً تحت راية المرجعية الدينية بفتواها المباركة، وكانوا مستعدين لتقديم المزيد من التضحيات من أجل دينهم ووطنهم. وعبر ذوو الشهداء عن اعتزازهم بهذه الزيارة التي أدخلت على قلوبهم الفرحة والافتخار، وأنهم ممتنون للمرجعية العليا لما توليه من اهتمام بهم.
وتحدث والد الشهيد حيدر علي بداي عن ولده قائلاً إنه كان قد شارك في الدفاع عن مرقد السيدة زينب قبل صدور الفتوى، وعند صدور الفتوى المباركة، قال له الشهيد: "والآن ماذا تقول؟"، فأجابه والده: "لا أستطيع أن أمنعك، اذهب فهذا جهاد في سبيل الله". وأضاف والده أن الشهيد كان يردد الأهزوجات في الدار قائلاً: "كلنا جنودك يا سيد"، وذكر والده أنه في يوم استشهاده تصدى للعدو بالسلاح (BKC) على الساتر وأبى أن ينسحب حتى ينسحب رفاقه، فنال وسام الشهادة.
أما ذوو الشهيد خالد وليد مرهون القيسي، وهو من أبناء الطائفة السنية الذي نال شرف الشهادة، فقد عبروا عن وافر شكرهم وتقديرهم لما تقوم به المرجعية الدينية من اهتمام ومراعاة للشهداء، وأنهم مسرورون بهذه الزيارة.
ومن صور العطاء المبهرة، استقبلت والدة الشهيد ضياء الدين علاء الدين وفد اللجنة بالسرور والبهجة، واعتبرت هذا التكريم فخراً لها ولعائلتها، قائلة: "أنا فرحة بمواساتي سيدتي زينب الحوراء، سيدتي زينب قدوتي في هذا الطريق ويجب أن نقتدي بها"، وهي تدعو للمرجعية المباركة بطول العمر والصحة. وكانت مشاعر جميع عوائل الشهداء السعداء جياشة، مستلهمين الصبر والثبات من الأئمة الأطهار.
وحملوا وفد اللجنة دعاءهم وسلامهم لسماحة المرجع الديني الأعلى السيد علي السيستاني (دام ظله)، وأنهم ممتنون لهذه الرعاية الأبوية وشاكرون سعي الأخوة في اللجنة رعاية الشهداء والمؤسسة.

المصدر: موسوعة فتوى الدفاع الكفائي، جهود الحوزة العلمية في النجف الاشرف 2 لجنة رعاية عوائل الشهداء، الجزء 16، ص 8