عندما استغاثت العوائل النازحة وجدت صدى صوتها في لجنة الاغاثة التابعة لمكتب المرجعية الدينية العليا التي آلت على نفسها تلبية النداء مهما كان بعد المسافة وخطورة الطريق، فكان للجنة العديد من الزيارات المتواصلة للعوائل التي نزحت من مناطقها الى محافظات اقلیم کردستان والمناطق القريبة منها نتيجة التهجير القسري وشراسة المواجهات، ولعل اولى هذه الزيارات كانت لمخيمات النازحين في قضاء سنجار في شهر آذار عام ٢٠١٥م والتي يقطنها العديد من العوائل الايزيدية حيث تم الاطلاع على احوالهم وتقديم المساعدات اللازمة لهم من مواد غذائية وملابس وغيرها، كما شملت هذه الجولة زيارة معبد لالش حيث كان في استقبال الوفد عدد من رجال الدين الايزيديين بضمنهم ممثل أمير الطائفة الايزيدية الاستاذ عصمت تحسين بك والذي رحب بالوفد اشد الترحيب وأشاد بهذه الزيارة التي تمثل وحدة العراقيين وتزيد اواصر الترابط فيما بينهم حيث بين قائلاً: «برغم المحنة الكبيرة التي مررنا بها لكننا اليوم سعداء جدا بهذه الزيارة وشرف عظيم لنا ان نستقبل وفداً من المرجعية العليا لأن هذه الزيارات تخفف من معاناتنا وتجعلنا نستعيد عافيتنا ونؤمن بأن رابط الاخوة والمواطنة بيننا قوي والله سبحانه وتعالى هو القاسم المشترك بيننا».
وفي ذات الشهر زارت لجنة الاغاثة عدداً كبيراً من العوائل المسيحية التي نزحت الى محافظة اربيل وبالتحديد منطقة عين كاوه لإغاثتهم وتقديم المساعدات لهم، حيث شملت هذه الزيارة كنيسة ام النور والكنيسة الأبرشية وتضمنت توزيع السلات الغذائية لأكثر من (۲۰۰۰) عائلة كانت تعاني من نقص كبير في المواد الغذائية.
اما الزيارة الاخرى فكانت لإغاثة النازحين من ابناء الديانة المسيحية في اقليم كوردستان العراق وتقديم المساعدات لهم، حيث زار الوفد واستطلع الحالة التي تمر بها تلك العوائل ووقف على احتياجاتهم وتقديم الدعم لهم حيث تم توزيع مساعدات اشتملت على توزيع المواد الإغاثية لأكثر من ٢٠٠٠ عائلة تعاني من نقص كبير في كافة الخدمات الغذائية وغيرها .. ومنها السلع المعمرة وحليب الأطفال، وعبر الاهالي عن شكرهم ازاء هذه المبادرات الانسانية التي تدل على التلاحم المشترك بين جميع الاديان من خلال التوصيات المستمرة لسماحة آية الله المرجع الديني الاعلى السيد علي الحسيني السيستاني المظلة.
حيث بين عضو الوفد الزائر الشيخ باسم النصراوي قائلا : بدعوة من المطران موسى مسؤول دير (مار متي) في منطقة بعشيقة ضمن محافظة الموصل لزيارة العوائل من ابناء المكون المسيحي واغاثتهم تم تشكيل وفد من معتمدي مكتب سماحة السيد السيستاني المظلة للوقوف على احتياجات تلك العوائل وتقديم المساعدات اللازمة لها من خلال توزيع المواد الغذائية وغيرها».
من جانبهم الاهالي عبروا عن شكرهم ازاء هذه المبادرات الانسانية وامتنانهم لهذه الوقفة العظيمة التي تدل على التلاحم المشترك بين جميع الاديان وقال المطران موسى: سوف يسجل التأريخ بل سنسجل بأيدينا هذه الوقفة التي شرفت الأديان وشرفت الإنسانية وأن السيد السيستاني هو رجل مبارك ومقدس».