المرجعية الدينية في النجف تستجيب لنداء الإغاثة وتدعم نازحي المحافظات المنكوبة (1)
2024/11/09
قامت المرجعية الدينية في النجف الاشرف من وقفة مع النازحين من محافظات الأنبار وصلاح الدين وكركوك وديالى التي شهدت معارك عنيفة ضد التنظيم المتطرف، واتخاذ الناس العزل دروعا بشرية يتقون بها النيران الآتية إليهم من القوات المسلحة العراقية من الجيش والشرطة والحشد الشعبي، هذه الأعمال الاجرامية الجبانة من داعش تجاه الناس العزل والأبرياء دفعت الكثير ممن له القدرة على الهرب أن يترك الدار والأموال مصطحبا أهله وذويه معه، مما سبب مشكلة كبيرة، إذ أصبحت الأعداد الكبيرة من النازحين بلا مأوى وبلا غذاء ، مما دعا إلى التحرك العاجل من قبل المنظمات الحكومية والجماهيرية والدولية لإغاثة هؤلاء، وكانت المرجعية الدينية أول من شمر عن ساعديه في ذلك.
وقد وثقت كثير من القنوات الفضائية والمواقع والصحف وما الى ذلك تلك الأعمال التي تنم عن الحس والشعور الأبوي الذي عُرفت به المرجعية الدينية في النجف الأشرف، كما دلت على انسانية ورأفة هذه المؤسسة التي ما فتئت على الوقوف على حال الأمة بغض النظر عن خلفيتها واتجاهها السياسي، ومن غير تحكم في الاتجاه والانتماء الطائفي، نهضت المرجعية ونهض معها الشعب بمؤسساته وهيئاته الدينية الأصيلة إلى إغاثة هؤلاء الضعاف من أهل العراق الذين ابتلاهم الله بهذه الطغمة الإجرامية التي لا تتورع عن القيام بأي عمل جبان تهتك به حرمة الآمنين من المدنيين.
فلو أتينا الى الانبار لوجدنا أن الاعلام وثق ما قامت به المرجعية من أعمال انسانية تجاه القوم، كما وثقت آراء الأنبارين الذين شكروا المرجعية على وقفتها الانسانية الرحيمة معهم في هذه المحنة
شفقنا العراق - قامت لجنة الاغاثة التابعة لمكتب المرجعية العليا في النجف الاشرف برحلة الى ناحية جويبة والى مخيم الستين الواقع بالقرب من ناحية الوفاء في محافظة الانبار ومعها ثلاثة آلاف سلة غذائية الفين وثلاثمئة منها الى ناحية جويبة وسبعمئة سلة منها الى مخيم الستين، وقد جاءت هذه الرحلة استجابة لنداء الاستغاثة الذي وجهه اهالي المنطقتين المنكوبتين الى مكتب المرجعية العليا، حيث ذكر اهالي منطقة جويبة انه لم تصلهم المواد الغذائية منذ تحرير المنطقة ولحد الان اي منذ سبعة اشهر وكذلك مخيم الستين الذي يقع في الصحراء القاحلة وليس لديهم الا الرمال تذرو عليهم في النهار والحشرات تؤذيهم في الليل ولم تصلهم أي من المنظمات الانسانية لبعد المسافة ومخاطر الطريق.
هذا ما صرح به مسؤول لجنة الاغاثة في مكتب السيد السيستاني تلك السيد شهيد الموسوي واضاف: عند وصول اللجنة اولا الى جويبة قوبلت بالترحاب والاحترام لاقترانها بمقام سماحة السيد المرجع الاعلى وقد اثنوا على سماحته وذكروا انه صمام الامان لكل العراق وان مرجعيته قد تركت بصمة في محافظة الانبار لا تنسى أبدا على مر الاجيال.
ومن ثم ذهب بعد الظهر الى مخيم الستين قرب ناحية الوفاء وكان حالهم مزرياً وكأنهم منفيون في وطنهم حيث النقص الحاد في الغذاء والدواء وكثرة الامراض بين الشيوخ والعجائز والاطفال. وقالوا عيوننا على باب المخيم تنتظركم وكنا قد تأخرنا عليهم بسبب انشغالنا بنازحي الشرقاط ويبلغ تعداد سكان المخيم ٣٥٠ عائلة وزعنا عليهم سلتين لكل عائلة باعتبار انهم منسيون.
واضاف الموسوي انه تم استلام طلبات قدمت من النازحين ووعدناهم بعرضها على مكتب سماحة السيد، ومن هذه الطلبات ملابس اطفال ونساء، وشحاطات واجهزة فحص السكر مع الشرائط والادوية وكذلك يحتاجون مفرزة طبية متكونة من مجموعة اطباء ذوي اختصاصات متنوعة لتشخيص ومعالجة بعض ما يتيسر علاجه، وطلبوا مصابيح يدوية تشحن على الطاقة الشمسية لانعدام الكهرباء في
المخيم.
وفي ختام الرحلة قال الموسوي إن فرحة العوائل النازحة كانت لا توصف بقدومنا وقالوا إن السيد السيستاني هو الوحيد الذي يذكرنا ولم ينسنا، وان الكل قد اهم لنا مثمنين هذه الرعاية الأبوية وهذا الاهتمام والمتابعة لأحوالهم داعين المولى ان يحفظه لهم، وحملونا سلامهم الى سماحته وتم الانتهاء من التوزيع الساعة الخامسة عصرا حيث عدنا الى الرمادي ومن ثم الى بغداد والنجف الاشرف، محملين بصور مؤلمة من معاناة من يعيش مهجرا في وطنه.
كما قامت مكاتب المرجعية بتسيير القوافل الى عامرية الفلوجة حيث المخيمات المليئة بالنازحين عن مناطقهم في الانبار، إذ قام الوفد بتوزيع المساعدات على العوائل، وتقديم المواد الغذائية وبعض المستلزمات التي لابد منها، وقد تابعت قناة المدى ذلك العمل الإنساني.
ومما يجدر بنا ذكره أن المهجرين من أهالي مدينة الأنبار الذين نزحوا في بداية الأزمة قد أوصت المرجعية العليا الهيئات الدينية التابعة لها بإيوائهم وتقديم المساعدة لهم، وهؤلاء يشكلون مزيجا من الفئات التي لا يمكن لها بأي حال من الأحوال أن تبقى في مناطقها؛ لأن عصابات داعش إن ظفرت سم فلن تُبقي منهم باقية، لقد توجه هؤلاء بأهليهم وذويهم الى كربلاء حيث العتبات التي دعاها سماحة السيد السيستاني أن تغيث هؤلاء المهجرين، إذ طلبت المرجعية من العتبتين المقدستين في كربلاء أن يكونا عوناً لهؤلاء المساكين، وقضاء جميع حوائجهم التي يطلبونها.
وقد نقلت بعض القنوات الإعلامية ردود الفعل الكريمة التي تقدم بها الأنباريون من على شاشات التلفاز الى مقام المرجعية والى الكربلائيين عموما لما قدموه لهم من كرم وسخاء ومساعدة دلت على عمق التكاتف الشعبي بين العراقيين بأطيافهم كافة، وأبرز من نقل عن النازحين قناة التغيير الفضائية بالصور نهاية التقرير
أما مأساة بزيبز التي وثقتها القنوات الاعلامية فقد كانت للمرجعية وقفة مع أهلها النازحين من الأنبار عند تلك المنطقة:
ومن جانب آخر نجد أن المرجعية قد أغاثت أهالي قضاء حديثة بالمواد الغذائية والحاجات الضرورية، إذ نقل الموقع الرسمي لمكتب المرجعية من خلال صفحة صوت المرجعية للإغاثة ما قام به المكتب موثقا بالصور
مكتب المرجعية العليا لسماحة السيد السيستاني ة يستمر بتقديم المساعدات الى قضاء حديثة في محافظة الانبار
باسمه تعالى: توجه وفد من مكتب المرجع الديني الأعلى سماحة آية الله العظمى السيد السيستاني افظة، جوا الى قاعدة عين الأسد في محافظة الانبار، ومنها إلى قضاء حديثة والنواحي التابعة الحقلانية وبروانة، وذلك لتوزيع مائة طن من المواد الغذائية تضاف على المواد التي تم توزيعها من قبل مكتب السيد السيستاني المطلقه ليصل مجمل المواد الغذائية الى اكثر من ۱۲٥٠ طناً عدا الادوية التي تم ايصالها الى مستشفى حديثة، وفعلا تم التوزيع على اهالي القضاء وبهيئة سلال غذائية بحدود ألفي سلة غذائية متكونة من الزيت والسكر والشاي والبقوليات ومعجون الطماطم وحليب الأطفال الرضع وكذلك أكياس الطحين، يأتي هذا ضمن برنامج مستمر منذ أكثر من عام لإغاثة النازحين وعوائل الشهداء والفقراء والمدن التي تعاني من حصار داعش التكفيري حيث أن هذه المدينة ونواحيها محاصرة منذ مدة طويلة وتعاني من ارتفاع كبير في سعر المواد الغذائية، فكان في استقبال الوفد ثلة خيرة من أهلها من رجال دين وشيوخ عشائر وعموم الناس حيث بدا واضحاً الترحيب وكرم الضيافة العربية الأصيلة وأجواء المحبة والألفة في وجوه المستقبلين للوفد، ثم نقل إليهم الوفد تحيات ودعاء سماحة السيد المرجع الأعلى وتمنياته لهم بالثبات والنصر على أعداء العراق من الارهابيين الدواعش وهم أيضا حملوا الوفد تحياتهم ودعاءهم لسماحة السيد بطول العمر. وبعد توزيع المساعدات ودعهم الوفد وودعوه متمنين له سلامة العودة إلى الديار.
وبحمد الله رجع الوفد في تمام الساعة الحادية عشرة مساء، نسأل الله قبول الأعمال، والحمد لله
رب العالمين.
المصدر: موسوعة فتوى الدفاع الكفائي، الجزء 29، جهود الحوزة العلمية 15 التوثيق للجهد اللوجستي والاغاثي، ص87.