كفوف العطاء
الشيخ عادل الربيعي معتمد مرجعية النجف.. صمام أمان الفتوى وسند المقاتلين
2024/12/09
شهد العالم في العام 2014 إحدى أبشع موجات الإرهاب في التاريخ الحديث مع ظهور تنظيم داعش الإرهابي. لقد أدمت جرائم هذا التنظيم قلوب الملايين، لكن معاناة الشعب العراقي كانت أشد وأعمق، فقد كانت تلك الجرائم تقع على أرضهم وأمام أعينهم. وكان لمحافظات العراق الجنوبية، ولا سيما البصرة، مواقف تاريخية يعجز القلم عن وصفها، إذ هب أبناؤها لنصرة وطنهم وحماية كرامتهم وشرفهم. في هذا السياق، برز دور معتمد المرجعية الدينية العليا، الشيخ عادل الربيعي، الذي تقدم صفوف المدافعين عن العراق في مدينة القبلة بمحافظة البصرة، وكان له تأثير بالغ في حشد الناس وتوجيههم للاستجابة لفتوى الدفاع الكفائي التي أطلقتها المرجعية الدينية العليا في النجف الأشرف.



الأنشطة الميدانية

بعد صدور فتوى الدفاع الكفائي في صيف 2014، كانت مدينة القبلة في البصرة من أولى المدن التي استجابت لنداء المرجعية، وكان للشيخ عادل الربيعي دور بارز في تحفيز الناس على حمل السلاح والانضمام إلى صفوف القوات الأمنية والحشد الشعبي. عبر مكبرات الصوت في المساجد والحسينيات، ولا سيما من جامع وحسينية الرسول الأعظم في حي المهندسين، كان الشيخ يطلق النداءات للمتطوعين، محثًا الجميع على المشاركة والمساهمة في دعم الجبهات.

القوافل اللوجستية والإغاثية

أشرف الشيخ عادل الربيعي بشكل مباشر على تنظيم قوافل الدعم اللوجستي التي كانت تنقل المؤن والمساعدات إلى المقاتلين في مختلف القواطع، وكان يسافر بنفسه ليقف على احتياجاتهم ويعزز من معنوياتهم عبر إلقاء المحاضرات وإقامة الصلاة جماعة. وفيما يلي أبرز الأنشطة الميدانية التي قادها:

1. قافلة الدعم إلى قاطع جبال مكحول -22 كانون الثاني 2015

انطلقت أولى القوافل من مدينة القبلة تحت إشراف الشيخ الربيعي متوجهة إلى قاطع جبال مكحول في محافظة صلاح الدين. ضمت القافلة عشر مركبات محملة بالمواد الغذائية والملابس وكارتات شحن الموبايل وأموال نقدية. تم توزيع المساعدات على المقاتلين المرابطين، إلى جانب إلقاء المحاضرات لإعادة شحذ هممهم وإقامة الصلاة جماعة.

2. قافلة الدعم إلى قاطع الصقلاوية -20 تموز 2015

توجهت قافلة أخرى بإشراف الشيخ الربيعي إلى قاطع الصقلاوية، حيث رافقت عشرين سيارة محملة بالمواد الغذائية والمالية لتقديم الدعم للمتطوعين هناك. وكان من بين من استقبل القافلة معتمد المرجعية السيد سعيد البعاج.



3.قافلة الدعم إلى قاطع الشرقاط والقيارة -2 كانون الثاني 2017

توجهت قافلة ثالثة بإشراف الشيخ الربيعي إلى قاطع الشرقاط والقيارة، حيث تم استقبالها من قبل السيد سعيد البعاج ومعتمد المرجعية العليا. ضمت القافلة عشر سيارات محملة بمواد غذائية وأموال نقدية وملابس، وتم توزيعها على المتطوعين في اللواء الثامن.


4. قافلة الدعم إلى قاطع تل عبطة -2017

أشرف الشيخ الربيعي والسيد سعيد البعاج على قافلة جديدة توجهت إلى قاطع تل عبطة. تم توزيع المواد الغذائية والأموال والنفط على المقاتلين، وكانت تلك الزيارة إحدى المحطات الهامة في تعزيز الدعم اللوجستي للمقاتلين في الجبهات.

5. قافلة الدعم إلى لواء علي الأكبر في الموصل -2017

أشرف الشيخ الربيعي على قافلة أخرى توجهت إلى لواء علي الأكبر في الموصل، حيث تم توزيع المساعدات العينية على المقاتلين، وكانت هذه المبادرات تعكس عمق التلاحم بين أهل الجنوب وأبطال الجبهات في الشمال.



6. قافلة الدعم إلى قاطع تلعفر -2017

برفقة موكب فاطمة الزهراء من أهالي الحلة، توجه الشيخ الربيعي إلى قاطع تلعفر لتوزيع المساعدات على المتطوعين. كانت هذه القافلة واحدة من القوافل التي تعكس مدى التضامن الشعبي مع المقاتلين في جبهات القتال ضد داعش.

7. قافلة الدعم إلى النازحين في الشرقاط -2017

في بادرة إنسانية كبيرة، قاد الشيخ الربيعي قافلة أخرى لتقديم المساعدات العينية للنازحين في منطقة الشرقاط. لم يكن دعمه مقتصرًا على المقاتلين فحسب، بل شمل أيضًا إغاثة المدنيين الذين شردتهم الحرب.


أثر الشيخ عادل الربيعي في تحقيق الانتصارات

إن الدور الذي لعبه الشيخ عادل الربيعي في تحفيز الناس ودعمهم ماديًا ومعنويًا كان له أثر كبير في تحقيق الانتصارات على الأرض. فكانت قوافل الدعم التي أشرف عليها تشكل شريان حياة للمقاتلين، إلى جانب الدور الديني والروحي الذي كان يقوم به من خلال الخطب والمحاضرات التي كان يلقيها على المتطوعين لتعزيز صمودهم.


لقد كان للشيخ عادل الربيعي دور محوري في استجابة أهالي مدينة القبلة في البصرة لفتوى الدفاع الكفائي، إذ لم يدخر جهدًا في دعم المقاتلين بالمال والغذاء، إلى جانب حضوره الشخصي في الجبهات لتعزيز معنوياتهم. وكان هذا الدور شاهدًا على تضامن أبناء العراق بمختلف مكوناتهم في الدفاع عن وطنهم ضد الإرهاب.