كفوف العطاء
لجنة بغداد لرعاية عوائل الشهداء تواصل زياراتها التفقدية استجابة لتوجيهات المرجعية العليا (الجزء الثاني)
2024/12/12
استمرارًا لنهجها الإنساني النبيل، وبتوجيه من المرجعية الدينية العليا، تواصل لجنة بغداد لرعاية عوائل الشهداء تنفيذ زياراتها التفقدية لعوائل الأبطال من الشهداء الذين ضحوا بأنفسهم في سبيل الدفاع عن الوطن والمقدسات. وفي يوم 2 جمادى الآخرة 1438 هـ، قامت اللجنة برفقة مندوبي مؤسسة العين للرعاية الاجتماعية بزيارة (12) عائلة من عوائل شهداء الحشد الشعبي والقوات المسلحة في مناطق السيدية، أم المعالف، وحي التراث بمحافظة بغداد.

خلال الزيارة، نقلت اللجنة سلام ودعاء سماحة المرجع الأعلى السيد علي السيستاني (دام ظله)، واطلعت على احتياجات العوائل واستمتعت لرواياتهم عن تضحيات أبنائهم. ومن أبرز الحكايات المؤثرة ما روي عن الشهيد أكرم حسن مراد عودة الفرطوسي، حيث ذكرت والدته بفخر: "كان ولدي شجاعًا، وقد قتل (13) من الإرهابيين قبل استشهاده. أنا أفتخر به لأنه لبى نداء المرجعية."

زيارات تشمل مناطق الكمالية والدورة والشعب

كما شملت الزيارات مناطق الكمالية وحي الزهراء بمحافظة بغداد، حيث زارت اللجنة (10) عوائل. كان اللقاء مليئًا بالمشاعر الإيمانية، حيث روت العوائل بطولات أبنائهم الذين ضحوا بأنفسهم من أجل رفعة الوطن. تحدث والد الشهيد حسين علي سلمان القريشي عن رؤيا مؤثرة بعد دفن ولده، إذ رأى في منامه الإمام الحسين (عليه السلام) وأمير المؤمنين (عليه السلام) يطمئنانه على حال ولده، مما غمر قلبه بالطمأنينة والسكينة.
وفي حي الرشاد، زارت اللجنة (10) عوائل أخرى من ذوي الشهداء، وكان من بينهم الشهيد صفاء وليد خالد الزيرجاوي، الذي أوصى والديه بتسمية مولوده القادم بـ"وطن"، وهو ما تحقق بعد استشهاده حين رزق بطفلة حملت الاسم ذاته.

بطولات خالدة لعشاق الشهادة

عبرت الزيارات عن التقدير الكبير للتضحيات، حيث روت اللجنة قصة الشهيد حيدر هاشم فرحان السراي الذي لبى نداء الواجب برغم تمتعه بإجازة، ليشارك في المعركة وينال وسام الشهادة. كذلك استذكرت اللجنة الشهيد جاسم داود محسن الكعبي، مدرس الفيزياء، الذي قدم دروسًا مجانية لأبناء منطقته ولبى نداء المرجعية للقتال.

وفي قضاء المحمودية ومنطقة الحميدية، زارت اللجنة برفقة مؤسسة العين للرعاية الاجتماعية (21) عائلة. كان اللقاء مليئًا بالفخر والإيمان، حيث تحدث والد الشهيد حازم خليل قاسم الدلفي قائلاً: "لولا فتوى المرجعية، لكنا اليوم مشردين ولو كان لدي عشرة أبناء وضحيت بهم جميعًا لن أحزن ما دامت التضحية لأجل المقدسات." كذلك عبر والد الشهيد واثق محمد فارس، الذي لبى نداء المرجعية برغم إعاقته، عن فخره الكبير قائلاً: "كل أبنائي فداء للمرجعية."

رسائل إنسانية وشكر للعوائل

أظهرت هذه الزيارات جانبًا من المسؤولية الكبيرة التي تضطلع بها المرجعية العليا في رعاية عوائل الشهداء، إذ تحمل اللجنة رسائل سلام ودعاء ومواساة، وتوثق بطولات شهداء الوطن. تلك التضحيات التي حفظت الأرض وصانت العرض تبقى راسخة في ذاكرة الوطن، وشاهدًا حيًا على قوة الإيمان وروح التضحية التي زرعتها المرجعية العليا في نفوس أبناء العراق.
صور من الخبر