كفوف العطاء
كفوف العطاء لمكتب المرجعية العليا.. إغاثة العائدين إلى مدنهم المحررة
2025/03/03

في الأول من حزيران عام 2016م، انطلق وفد لجنة الإغاثة التابع لمكتب المرجعية العليا في مهمة إنسانية إلى الحي السكني لناحية البغدادي في قضاء هيت، وكذلك ناحية بروانة وقرية السكران الواقعة على بُعد 15 كيلومترًا من قضاء حديثة، لإغاثة العوائل التي عادت إلى ديارها بعد تحريرها من براثن الإرهاب التكفيري.
جُهِّز الدعم ونُقل جوًا من قاعدة الشهيد محمد علاء الجوية (مطار بغداد) إلى قاعدة عين الأسد في محافظة الأنبار، حيث تم تفريغه في مخازن القاعدة، ثم جرى إعداد المساعدات على هيئة سلال غذائية بلغ عددها نحو 1500 سلة، بالإضافة إلى تقديم منح مالية للعوائل المحتاجة. وجاءت هذه المبادرة في توقيت مهم، إذ تزامنت مع اقتراب حلول شهر رمضان المبارك، فكانت بمثابة بلسم يخفف من آلام المعاناة التي خلّفتها جرائم عصابات داعش الإرهابية.
جسّدت هذه الزيارة المتكررة من قبل خلية الإغاثة رسالة واضحة بأن السيد السيستاني (دام ظله) هو أب عطوف ينظر إلى العراقيين جميعًا بأنهم أبناؤه، ويشعر بمسؤوليته تجاههم دون تمييز. وبعد جهد متواصل، وصلت خلية الإغاثة ليلة الأول من حزيران 2016 إلى قاعدة عين الأسد، وشرعت بتوزيع المساعدات على مدى يومين، حيث تمكنت من تغطية جميع العوائل النازحة.
شملت المساعدات ثماني مواد غذائية أساسية، بالإضافة إلى تقديم الملابس للأطفال والنساء وكبار السن. ولم تقتصر الجولة على توزيع المؤن، بل امتدت لتفقد العوائل الهاربة من جحيم المعارك الجارية آنذاك لتحرير مدينة الفلوجة من الإرهاب الداعشي، حيث قدم لهم الوفد الطعام والشراب في خطوة إنسانية أضفت بارقة أمل في ظل معاناتهم القاسية.
كان لهذه المبادرة وقعٌ عظيمٌ في نفوس الأهالي، إذ ارتسمت الفرحة على وجوههم، معبرين عن امتنانهم لهذه الوقفة التاريخية التي جسّدت حكمة السيد السيستاني (دام ظله)، والتي ستظل محفورة في ذاكرة الأجيال. وفي تعبير مؤثر عن الامتنان، قال أحد وجهاء المنطقة، وهو إمام مسجد ومعلم في مدرسة:
"سنعلم أبناءنا وأجيالنا معنى الإنسانية من خلال حكمة السيد السيستاني."
لقد كانت هذه القافلة الإنسانية مثالًا حيًا على التضحية والإيثار، وسعي المرجعية الدؤوب لتضميد جراح العراقيين في أحلك الظروف، متجاوزة كل الصعوبات، من مشقة الطريق إلى التعقيدات اللوجستية والقانونية، لتصل كفوف العطاء إلى مستحقيها، فتُعيد الأمل إلى قلوب أنهكها الألم.
صور من الخبر