في صورة تختصر مشهد البطولة والفداء، يظهر أبطال الفتوى الدفاعية – رجال الحشد الشعبي – وقد اعتلت وجوههم ملامح الغبار، لكن قلوبهم بقيت مفعمة بحب الوطن وروح التحدي. إنها صورة من ذاكرة الانتصارات التي سطرها العراقيون في مواجهة الإرهاب، حينما لَبّى هؤلاء الرجال نداء المرجعية العليا، وتركوا دفء البيوت خلفهم، ليرتدوا خوذات الشرف ويصطفّوا في خنادق العز.
لم تكن المعارك التي خاضوها مجرّد واجب عسكري، بل كانت ملحمة وطنية استثنائية، أعادت للأرض كرامتها، وللناس أمنهم، وسطّر فيها الحشد الشعبي أروع صور الإباء والتضحية.
إنها لحظات لا تنسى من تاريخ العراق الحديث، لحظات سجلتها الذاكرة، وخلّدتها صور الرجال الذين حملوا السلاح بيد، والإيمان بالوطن باليد الأخرى، ليسطروا أعظم المواقف في وجه الظلاميين.