كفوف العطاء المرجعية.. اللجنة المكلفة برعاية عوائل الشهداء واصلت جولات الوفاء في بغداد ونقلت سلام المرجع الأعلى
2025/04/20
ضمن سلسلة نشاطاتها الإنسانية التي امتدّت عبر الأعوام الماضية، وبتكليف مباشر من المرجعية الدينية العليا في النجف الأشرف، واصلت لجنة رعاية عوائل الشهداء جولاتها الميدانية في العاصمة بغداد، حاملةً معها روح العطاء والمواساة، وناقلةً سلام ودعاء سماحة السيد المرجع الأعلى (دام ظله الوارف) لعوائل الشهداء الأبرار الذين قدّموا أرواحهم فداءً للوطن والمقدسات.
وفي إطار تلك الجولات، التي كانت تنفَّذ بالتعاون مع مؤسسة العين للرعاية الاجتماعية، زارت اللجنة عددًا من عوائل الشهداء في مناطق حي الجهاد وحي الأمين، حيث التقت بـ (20) عائلة من ذوي الشهداء من أبطال الجيش والشرطة والقوات الأمنية والحشد الشعبي، للاطلاع على أوضاعهم وتلمّس احتياجاتهم، تنفيذًا لتوجيهات المرجعية الدينية العليا التي أكّدت دومًا على رعاية ذوي الشهداء والوقوف معهم.
زيارات تفيض بالوفاء
وقد عبّرت اللجنة عن مشاعرها إزاء تلك اللقاءات قائلة:
"كانت لقاءات مؤثرة وعميقة، لما لمسناه من إيمان راسخ وعزيمة قوية لدى العوائل، التي قدّمت أعزّ ما تملك من أجل قضية سامية، هي الدفاع عن الأرض والمقدسات والشعب، في مواجهة قوى الظلام والإرهاب".
أصوات من عمق التضحية
وتخللت الزيارة لقاءات مع آباء وأمهات الشهداء الذين عبّروا عن فخرهم واعتزازهم بما قدّمه أبناؤهم.
فقد تحدّث والد الشهيد السعيد فراس عدنان كريم الكناني قائلًا:
"كان ولدي في إجازة، لكنه تلقّى اتصالًا من رفاقه الذين تعرّضوا لهجوم، فقطع إجازته والتحق بهم فورًا. خاض معهم معركة بطولية، وقد أشاد آمر اللواء بشجاعته حتى نال وسام الشهادة. إن زيارتكم تزيدنا قوة وثباتًا، ونحن رهن إشارة سماحة السيد المرجع (دام ظله)".
كما روت والدة الشهيد السعيد (علاء كاظم حسين الساعدي) تفاصيل بطولته بقولها:
"كان يعمل في الجهد الهندسي لتفكيك العبوات ضمن صفوف الحشد الشعبي، وأُصيب في إحدى المهام، لكنه رفض التوقف رغم جراحه، وعاد للعمل حين طُلب منه، حتى استشهد أثناء تفكيكه عبوة ناسفة، ليلتحق بركب الخالدين".
استمرار نهج العطاء
لقد مثّلت هذه الجولات في حينها شاهدًا حيًا على التزام المرجعية الدينية العليا برعاية ذوي الشهداء، وتجسيدًا عمليًا للوفاء والتكافل، حيث أكّدت أن تضحيات الشهداء لن تُنسى، وأن أسرهم تبقى في صدارة الاهتمام والرعاية.
وهكذا خطّت المرجعية العليا بكفوف عطائها صورة مضيئة من صور الوفاء الوطني والإنساني، ورسّخت في الذاكرة الجمعية أن دماء الشهداء أمانة، وأن رعاية ذويهم واجب لا يسقط بالتقادم.