كفوف العطاء
بأبوةٍ ووفاءٍ لا ينقطع... المرجعية العليا تطرق أبواب عوائل الشهداء وتُحيي فيهم فخر التضحية ومجد الفداء
2025/05/17

في مشهد إنساني متواصل، واصل مكتب المرجعية الدينية العليا، ممثلاً باللجنة المكلفة من قبل مكتب سماحة السيد السيستاني (دام ظله الوارف) وبالتعاون مع مؤسسة العين للرعاية الاجتماعية، تنفيذ زيارات ميدانية دورية لعوائل الشهداء في مناطق مختلفة من العاصمة بغداد، في إطار النهج الأبوي الذي تبنّته المرجعية تجاه من قدّموا أعزّ ما يملكون دفاعاً عن الأرض والمقدّسات.
فقد شهدت مناطق الحبيبية، ومدينة الصدر، وحي جميلة الأولى، وحي العامل، وبغداد الجديدة، زيارات تفقدية لـ(48) عائلة من عوائل الشهداء الأبرار، توزعت على (21) عائلة في الجولة الأولى و(27) عائلة في الجولة الثانية.
وقد حملت الوفود الزائرة سلامات ودعاء ومواساة المرجع الأعلى السيد السيستاني (دام ظله الوارف) لأسر الأبطال الذين ارتقوا في معركة الدفاع عن العراق ومقدساته.
وخلال اللقاءات، اطلعت اللجنة على أوضاع العوائل المعيشية والصحية، وسعت لتلبية احتياجاتها الضرورية، مؤكدةً أن رعاية أسر الشهداء ليست عملاً موسمياً أو طارئاً، بل هو واجب ديني وأخلاقي مستمر تؤكده توجيهات المرجعية العليا.
ولم تخلُ الزيارات من لحظات إنسانية مؤثرة، حيث عبّرت أمهات وزوجات الشهداء عن فخرهنّ الكبير بتضحيات أبنائهن، اللذين اختاروا طريق الجهاد والشهادة.
تحدثة والدة الشهيد محمد سعد مطر السويدي: "أنا فديت ولدي للإمام الحسين (علية السلام)، وأسأل الله أن تقبله مولاتي الزهراء (عليها السلام)"، في مشهد يتجلى فيه الصبر الحسيني والرضا بالقضاء.

أما والدة الشهيد (منتظر هليل عبد السيد)، التي فقدت اثنين من أبنائها، فقالت: "الحمد لله أن أبنائي اختاروا طريق الجنة ونالوا الشهادة"، بينما عبّرت والدة الشهيد (باسم خلف كماش الشميلاوي) عن امتنانها لفتوى المرجعية قائلة: "لولا دماء أبنائنا وفتوى السيد لما بقي العراق، ونسأل الله أن يحفظ لنا سماحة السيد المرجع ذخراً للشيعة وأتباع أمير المؤمنين".

وفي حي العامل وبغداد الجديدة، تحدثت والدة الشهيد (مروان رحيم جار الله الزيدي)، وهو شاب في مقتبل العمر، قائلة: "كان قد تخرج للتو من الإعدادية وينوي الزواج، لكنّه رأى في الفتوى فرصة عظيمة للجهاد وقال لي: أمي، هذه فرصتنا لنيل الشهادة، والحمد لله الذي هيّأ لنا هذه النعمة".
وتقول والدة الشهيد (علي إسماعيل أحمد العزاوي): "قال لي ولدي قبل ذهابه: لا تحزني إن نلت الشهادة، بل ارفعي رأسك وافتخري بي"، في حين أكدت زوجة أحد الشهداء أن "شهادة زوجي رفعة رأس لنا، ونحن نفتخر أنه استشهد دفاعاً عن وأرضنا ونصرة الدين وحماية المستضعفين في المناطق الغربية".
إن هذه الزيارات الميدانية، التي تجمع بين المواساة والمتابعة والرعاية الفعلية، تُجسّد الموقف الثابت للمرجعية العليا في الوفاء لتضحيات الشهداء، وتؤكد على مركزية الدور الأبوي والإنساني لسماحة السيد السيستاني (دام ظله الوارف) في رعاية من قدّموا فلذات أكبادهم في سبيل بقاء الوطن.
ويُعد هذا الحراك ، الذي تنفذه مؤسسة العين بالتنسيق مع مكتب المرجعية، جزءاً من رؤية متكاملة لضمان العيش الكريم لعوائل الشهداء، وتحقيق الأمن النفسي والاجتماعي لهم، عرفاناً بجميل من قدّموا أعظم قرابين الفداء في معركة الحق ضد الباطل.
صور من الخبر