كفوف العطاء
من كفوف العطاء... زيارة إغاثية ثانية للجنة التابعة لمكتب المرجعية الدينية إلى نازحي الشرقاط
2025/05/22
في شهر تموز من عام 2016، واصلت لجنة إغاثة النازحين التابعة لمكتب سماحة المرجع الديني الأعلى السيد علي الحسيني السيستاني (دام ظله الوارف) جهودها الإنسانية، وذلك بتنفيذ زيارة إغاثية ثانية إلى نازحي قضاء الشرقاط الذين فرّوا من بطش عصابات داعش الإرهابية، واستقروا في مناطق مختلفة من محافظة صلاح الدين.
وقد شملت هذه الحملة الإغاثية تقديم مساعدات لأكثر من (8000) عائلة نازحة، كان معظمها قد وصل إلى محافظة صلاح الدين بعد أن عانى ويلات النزوح القسري والتهديدات الإرهابية المباشرة. تنوعت المساعدات بين سلال غذائية تحتوي على ثماني مواد أساسية، بالإضافة إلى بطانيات، وفرش أرضية، ومستلزمات خاصة بالأطفال، وحلويات، فضلاً عن توزيع (2000 قالب ثلج) و(2000 كارتون من أقداح الماء)، في ظل درجات حرارة مرتفعة وظروف إنسانية قاسية.
الوفد الإغاثي، الذي تنقّل على مدى يومين بين مناطق مختلفة من المحافظة، شمل في زيارته مركز مدينة تكريت، وقرى الحجاج، البو طعمة، البوعجيل، ناحية العلم، وموقع السايلو، حيث كان في استقباله وجهاء وشيوخ عشائر الجبور في الحجاج والبو طعمة، وعشيرة البو عجيل، الذين رحّبوا بالوفد ترحيبًا كبيرًا، وعبّروا عن امتنانهم العميق لما قدمته المرجعية من دعم في هذه المحنة.
وفي حديث مؤثر، عبّر عدد من الوجهاء عن تقديرهم الكبير لهذه المبادرة، مؤكدين أن "السيد السيستاني هو مرجعنا ومرجع كل العراقيين وقائدهم، ونحن جميعًا تحت ظل توجيهاته، ولن يفرقنا أحد ما دمنا مجتمعين على حكمته وحنكته". وأضافوا: "لن ننسى وقفة المرجع السيد السيستاني معنا، وإغاثته لنا أبدًا".
وقد وثّق الوفد الإغاثي عددًا من الشهادات التي تعكس حجم المأساة التي تعرض لها النازحون، منها رواية مؤلمة أفاد بها شهود عيان، عن عائلة مكونة من زوج وزوجة وطفلهما الرضيع، حاولت الهروب من مناطق سيطرة داعش، فتم القبض عليهم، ليُقدم الإرهابيون على ذبح الوالدين وترك الطفل الرضيع على صدر أمه المذبوحة وهو يبكي بحرقة. وهي مأساة من بين العديد من القصص التي "يندى لها جبين الإنسانية".
هذه الزيارة تأتي ضمن سلسلة من الحملات الإغاثية التي نظمتها لجنة الإغاثة التابعة لمكتب سماحة السيد السيستاني، والتي سعت – منذ انطلاق فتوى الدفاع المقدس – إلى تضميد جراح النازحين والمتضررين، وتقديم الدعم الإنساني والمعنوي لهم، في وقت تكالبت فيه المحن والأزمات على الشعب العراقي، لا سيما في المناطق التي اجتاحها الإرهاب.
وقد شكّلت هذه الزيارة محطة إنسانية مهمة عكست بوضوح الدور الأبوي الذي تمارسه المرجعية الدينية العليا في رعاية أبناء الشعب، وحرصها المستمر على تخفيف معاناتهم، من دون تمييز بين منطقة أو طائفة، لتبقى المرجعية كما عهدها العراقيون ملاذًا للجميع، في السلم كما في الشدة.
صور من الخبر