في مشهدٍ يتجدد منذ عام 2014، تواصل المرجعية الدينية العليا في النجف الأشرف أداء دورها الأبوي والإنساني تجاه عوائل الشهداء الذين لبّوا نداء الدفاع عن عراق المقدسات، حيث تمضي لجانها الخاصة، بالتعاون مع مؤسسة العين للرعاية الاجتماعية، في تقديم الدعم والرعاية المستمرة لعوائل الأبطال من القوات الأمنية والحشد الشعبي، ممن سطروا بدمائهم الزكية ملامح النصر والكرامة.

وتواصلاً لسلسلة الزيارات التي دأبت لجنة رعاية عوائل الشهداء على تنفيذها، نظّمت لجنة بغداد ومؤسسة العين زيارة ميدانية لعوائل الشهداء السعداء في حي الأمين الثانية وقضاء أبو غريب التابعين لمحافظة بغداد، حيث تشرّفت بلقاء (22) عائلة من ذوي شهداء الدفاع الكفائي.

وخلال اللقاءات المؤثرة، عبّر ذوو الشهداء عن فخرهم واعتزازهم بما قدّمه أبناؤهم من تضحيات جسام في سبيل الوطن والمقدسات.
وقالت والدة الشهيد السعيد غيث حمدي حسين التميمي: "علينا أن نقدّم القرابين من أجل بلدنا ومقدساتنا، وكلّنا فداء للوطن ومرجعيتنا التي حفظت الأرض والعِرض، ونحن نفتخر بأبنائنا الذين حفظوا بلدنا من الأنجاس."

أما والد الشهيد وائل علاء سعدي، الذي لا يزال متطوعاً في صفوف الحشد الشعبي، فقد روى بتأثر قصة بطولة ولده قائلاً:

"كان الشهيد في منطقة هادئة نسبياً، فاتصل بي بينما كنت في منطقة الكرمة التي كانت تشهد مواجهات عنيفة، وقال لي: (أبي، أريد أن أكون في مواجهة العدو).
وبالفعل، تقدّم إلى الخطوط الأمامية ونال وسام الشهادة. أنا فخور به، وسيبقى اسمه وساماً على صدري."

الجدير بالذكر أن هذه الزيارات تأتي في سياق رعاية شاملة ومستمرة توليها المرجعية العليا لعوائل الشهداء، حيث يتم تقديم الدعم المعنوي والمادي لهم، بما يعزز من تماسك المجتمع العراقي، ويؤكد على أن تضحيات الشهداء لن تُنسى، وأن عوائلهم ستظلّ في موضع العناية والاهتمام.

يُشار إلى أن لجان الرعاية، وبتوجيه من مكتب المرجعية العليا، لم تنقطع عن أداء هذا الواجب الإنساني منذ انطلاق الفتوى المباركة في عام 2014 وحتى اليوم، مجسدة بذلك دور المرجعية كحاضنة للكرامة والتضحية، وراعية لحقوق من بذلوا الأرواح في سبيل العراق ومقدساته.