في شهر الولادات الطاهرة.. لجنة رعاية الشهداء ومؤسسة العين زارتا 25 عائلة شهيد في قلب بغداد
2025/05/28
في شهرٍ تُستعاد فيه سيرة النور، وتُحيى فيه ذكريات الولادات الطاهرة لأئمة الهدى من آل بيت النبوة (عليهم السلام)، أشرقت مبادرة وفاء من مكتب المرجعية الدينية العليا في النجف الأشرف، حيث قامت لجنة رعاية ذوي الشهداء المكلفة من قبل المكتب، بالتعاون مع مؤسسة العين للرعاية الاجتماعية، بزيارة ميدانية إنسانية شملت خمساً وعشرين عائلة من عوائل الشهداء، في مناطق متعددة من العاصمة بغداد.
وقد نُفذت الزيارة خلال شهر شعبان المعظم، وامتدت لتشمل مناطق: شارع الكفاح، باب الشيخ، أبو سيفين، سوق حنون، الصدرية، ومنطقة الداخل في مدينة الصدر.
تفقدت اللجنة الأوضاع وقدّمت الرعاية
وقفت اللجنة، آنذاك، على أوضاع العوائل المعيشية والصحية، واستجابت لعدد من احتياجاتهم الضرورية، تأكيداً على التزام المرجعية الدينية المستمر تجاه أسر الشهداء الذين ضحّوا بأرواحهم دفاعًا عن الوطن والمقدسات.
كما حملت اللقاءات بين أعضاء اللجنة وذوي الشهداء طابعًا وجدانيًا عميقًا، إذ استُعرضت مواقف الشجاعة والإيثار التي سطّرها الشهداء في ساحات المواجهة ضد الإرهاب، وكانت كلمات الأمهات والزوجات شاهدة على عمق التضحية وعظمة الفقد.
شهادات بطولية حية من ذوي الشهداء
روت والدة الشهيد السعيد حسن كريم حمادي الحمداوي أنّ ابنها قال لها قبيل التحاقه بجبهات القتال:
«أماه، لا أرجع حتى أنال وسام الشهادة أو النصر.»
وقد نال ما تمنى شهيدًا شامخًا.
أما الشهيد علي محمد نوري فرج الأركوازي، فكان قد أُصيب بجراح بالغة قبل استشهاده بشهر، وكان في إجازة علاجية، غير أنه قطع إجازته، ورفض استكمال علاجه، وقال لزوجته:
«إن لم أدافع أنا عنكم، فمن يحميكم من الدواعش الأنجاس؟»
فلبّى نداء الضمير، واستُشهد على أرض المعركة.
ومن جانبه، استجاب الشهيد أنور سبتي جمعة المندلاوي لفتوى المرجعية فور صدورها، إذ كان أحد منتسبي الجيش العراقي وترك دوامه العسكري قائلاً لوالدته:
«أمي، أنا ذاهب لتلبية نداء المرجعية، وادعي لي بالتوفيق.»
وقد استشار معتمد المرجعية في منطقته حول تفاصيل الفتوى، ثم التحق بجبهات القتال، وسجّل اسمه في سجل الخالدين، تاركًا وراءه خمسة أطفال، أكبرهم قال لجدته:
«سأذهب بدل أبي للقتال.»
توثيق للوفاء.. ومواصلة لمسيرة الدعم
جاءت هذه الزيارات ضمن سلسلة جهود أرستها المرجعية الدينية العليا عبر لجانها ومؤسساتها، وفي مقدمتها مؤسسة العين، لتكريم الشهداء عمليًا عبر دعم ذويهم، وتوثيق بطولاتهم، وحفظ سيرهم للأجيال.
لقد شكلت هذه المبادرات نموذجًا راقيًا في ردّ الجميل لأهل التضحية، وأكدت أنّ دماء الشهداء لن تُنسى، وأن أُسرهم ستظل محل رعاية واهتمام، وفاءً لمسيرة الدفاع المقدس.