في 29 أيار عام 2017– في إنجاز ميداني بارز، تمكنت قوات الحشد الشعبي، وبإسناد من القوات الأمنية العراقية، من الوصول إلى الحدود العراقية–السورية ضمن المرحلة الثانية من عمليات "محمد رسول الله"، وذلك في مثل هذا اليوم قبل ثمانية أعوام.
وشكّل هذا التقدم الاستراتيجي خطوة محورية في الجهد الوطني لمكافحة داعش الإرهابي، اذ أسهم في قطع خطوط الإمداد بين عناصر داعش في العراق وسوريا، ما أدى إلى شلّ قدرته على المناورة وإعادة التموضع عبر الحدود، كما مكّن القوات العراقية من تعزيز السيطرة الأمنية على الشريط الحدودي الغربي، الذي كان يُعدّ من أبرز مناطق تسلل الجماعات الإرهابية.

وتعدّ عمليات "محمد رسول الله" الثانية من أبرز العمليات العسكرية التي نفذتها قوات الحشد الشعبي خلال معارك التحرير، حيث أكدت عبرها قدرتها على تنفيذ مهام استراتيجية ذات طابع وطني، ضمن إطار التنسيق العالي مع بقية صنوف القوات المسلحة العراقية.

هذا الإنجاز، الذي جاء بعد معارك شرسة في عمق البادية العراقية، مهّد لاحقًا لتأمين مناطق غرب نينوى، وأعاد رسم خارطة السيطرة العسكرية على المناطق الحدودية، في إطار الحرب الشاملة التي خاضها العراق لدحر الإرهاب واستعادة السيادة الكاملة على أراضيه.